14 سبتمبر 2025

تسجيل

جيشنا المدني العظيم

02 يوليو 2018

بعد مرور أكثر من عام على حصار قطر، أثبتت حكومتنا الرشيدة بكل أفرادها بأنهم أهل لقيادة هذا الشعب العظيم، كمواطنة قطرية أفتخر بدرجة الاحترافية التي أدارت بها الحكومة هذه الأزمة. أثبتت هذه الأزمة أن حكومتنا قوية بأفرادها واقتصادها وسياستها الداخلية والخارجية. الذي أريد أن أشيد به هو جيشنا المدني الذي أثبت قدرته على الدفاع عن وطنه عندما احتاج إليه، جيش من أبناء قطر من التجار والاقتصاديين والإعلاميين والفنانين والقانونيين والسياسيين والمدنيين الذين كان لهم دور بارز في إدارة هذه الأزمة، التكاتف المدني كان هو الحد الفصل وسيد الموقف في اجتياز هذه الأزمة. أثبت هذا الحصار أن الاستثمار في الإنسان هو الاستثمار الحقيقي، وأن الدول تقوى بقوة أفرادها وتضعف بضعفهم، ولا أقصد بالقوة والضعف القوة البدنية بل القوة العقلية والفكرية، انجلى هذا الحصار عن مجموعة كبيرة من العقول القطرية العظيمة، والذكاء الجمعي للمجتمعات يرتقي بها، وهذا ما حدث في هذه الأزمة. لا يختلف اثنان على أن الحروب المستقبلية هي حروب إلكترونية واقتصادية وأن القوة البدنية لا تكفي وحدها، التخصصات المدنية مثل علوم الحاسب، الإعلام، الاقتصاد، الفن، التجارة لا تقل أهمية عن التخصصات العسكرية، لم نسمع مواطناً مدنياً واحداً سأل عن فرق الرواتب بين المدنيين والعسكريين ولا عن البدلات الأخرى التي يتمتع بها العسكريون، كان وما زال هذا الجيش المدني يواصل الليل بالنهار بدون طلب أجر، بل على العكس تغمرهم الفرحة لشعورهم بالقيام بدورهم تجاه وطنهم الذي ينعمون فيه بالأمن والسعادة.  أشعر كمواطنة غيورة أن المدنيين كانوا هم الجنود في الصف الأول وأنهم يستحقون من الدولة تقديراً أكبر، أدعو أن تكون هناك دراسة وطنية لتوجيه الإنسان القطري لمثل هذه المجالات ولتقريب الفجوة في الرواتب بين المدنيين والعسكريين. شكراً لكل إنسان على أرض هذا الوطن، شكرا جيشنا المدني العظيم.