19 سبتمبر 2025

تسجيل

مأساة إنسانية كبرى تنتظر الشعب العراقي!

02 يوليو 2016

مسلسل المصائب والكوارث الإنسانية المتوالية والمتفاقمة في الشرق العربي، يأبى أن يتوقف أو يقلل من سرعة تداعياته الكارثية التي أضحت من ظواهر ومآسي السياسة الدولية للأسف! ، فمأساة السوريين على يد النظام الحاكم وحلفائه الروس ويد الإيرانيين والعصابات الطائفية، هي أكثر من كارثة! ، فملايين السوريين تحولوا للاجئين ومتشردين في مدن وصحاري وبحار وفيافي وشوارع العالم !، ولأول مرة في تاريخ العلاقات الدولية يتعرض شعب كامل للإبادة الشاملة والمستمرة لسنوات عديدة على يد نظام إرهابي أدمن القتل والجريمة دون أن يتحرك ضمير القوى الكبرى أو حتى مصالحها من أجل حقن الدماء ، ومنع المأساة وتطبيق المباديء الإنسانية المعلنة للشرعية الدولية التي أغمضت عيونها تماما عما يحصل في أرض الشام من حرب كونية حقيقية هدفها وفقا لجميع الشواهد والأحداث تدمير وتشتيت وتحطيم الشعب السوري ، وفرض أجندات لمتغيرات ومخططات رهيبة يراد امرارها على حساب دماء شعوب المنطقة التي لا زالت تنزف وتنزف بدون رحمة! ،وما حصل من مآس مروعة في الشام ، يبدو واضحا أن صورة مشابهة له ستتكرر في العراق الممزق والمتشظي بحروب مستمرة بعضها يعود للعصر الأموي الأول؟! ، في صراع ميتافيزيقي لا تبدو له نهايات واضحة ، ولا أي صيغة حقيقية بإمكانها إعادة اللحمة الوطنية العراقية لسابق عهدها! ، فالعراق القومي الذي كان يتفاخر بلقب ( بروسيا العرب )! قد انتهى لغير رجعة للأسف ، والمعارك الدائرة فيه تؤسس لحالة فظيعة من التمزق على المستوى الإقليمي الشامل ، فما حصل في الآونة الأخيرة من نتائج لمعارك إعادة السيطرة على بعض المدن قد أدى لتحولات مرعبة في موازين الحالة الطائفية القلقة بعد الانتهاكات المرعبة لعصابات الطوائف السائبة التي تحاول إعادة رسم الخريطة الطائفية وفق سيناريوهات دموية مرعبة لن تقتصر مؤثراتها على العراق أبدا! ، الأسوأ في العراق لم يحصل بعد ، ومعركة الموصل المرتقبة لن تجري فقط ضمن الأسوار العراقية ! بل ان تداعياتها الإقليمية ستكون مرعبة ؟ ولن ننسى حقيقة تاريخية تقول ان العراق الذي استقل شكليا عن بريطانيا عام 1921 ووضع تحت الانتداب البريطاني لم تضم له ولاية الموصل إلا عام 1925 وبعد صراع قانوني وسياسي طويل ومعقد مع تركيا الأتاتوركية التي ورثت تركة الدولة العثمانية التي أفل نجمها عام 1923 ولعبت بريطانيا دورا حاسما في تكريس التبعية العراقية للموصل وانتزاعها من أسنان الذئب التركي وقتذاك!، وبموجب قرار لعصبة الأمم حينذاك!، وخلاصة القول نستطيع القول طبقا لقراءة مؤشرات الاستراتيجية والأمن والتاريخ ، فان معركة الموصل التي بدأت ارهاصاتها وبداياتها ستكون مختلفة بالكامل عن المعارك السابقة ، وستشهد بكل تأكيد أطوارا لتدخلات إقليمية كبرى ، كما أن الأمم المتحدة بدورها استبقت جميع التطورات وحذرت من المعاناة الإنسانية الكبرى التي ستنتج عن تلك المعركة على صعيد الأعداد الهائلة للاجئين والهاربين من جحيم القتال والخسائر البشرية الكبرى التي ستحدث! ، إضافة لاصرار حكومة العراق على مشاركة قوات الحشد الطائفي المدعوم إيرانيا بتلك المعركة وبما يعني النبش في حساسيات ومقاربات التاريخ القريب ؟ فهل سيسكت الجيش التركي وتركيا أضحت المتضررة الكبرى من عمليات تنظيم الدولة في العمق التركي! ، إضافة إلى أن دخول قوات الحشد يعني أساسا دخول الحرس الثوري الإيراني لتلك المدينة التي لها رمزيتها التاريخية والمذهبية والسياسية والأخلاقية ، وحينما هربت جيوش نوري المالكي منها وسلمتها على طبق من فضة لميليشيات تنظيم الدولة عام 2013 فإن تلك العملية كانت تواطئا واضحا وفق سيناريو مدبر لتدمير المدينة برمزيتها التاريخية وبكونها كانت خلال مرحلة الاستقلال الوطني تشكل المصنع الميداني الحقيقي لضباط الجيش العراقي السابق!، سيناريوهات انتقام وحشية في الطريق ، واغراق فظيع في ممارسات همجية سيشهدها العراق من شأنها تفجير الموقف الإقليمي!. العراق والشرق ومنطقة الخليج تحديدا على موعد رهيب مع تطورات مؤلمة نسأل الله أن يجنب شعوب المنطقة تداعياتها الكارثية.. كل شيء في العراق بات اليوم يصعد نحو الهاوية ما لم يتدخل المجتمع الدولي بجدية!! وهو الأمر الذي لن يحصل للأسف!؟.