14 سبتمبر 2025
تسجيلفي موقعة بني تميم واليمن وتسمى "يوم الكلاب الثاني" أسر فيها سيد قوم اليمن عبد يغوث الحارثي، فأخذه رجل يقال له عصمة بن أبير، فصار عبد يغوث يقول: يا بني تميم اقتلوني قتلة كريمة، فقال عصمة، وما تلك القتلة..؟ فقال عبد يغوث: دعوني أشرب الخمر وأنوح على نفسي، فوافقه عصمة على ذلك. فسقاه الخمر ثم قطع له عرقاً من عروقه يقال له الأكحل وتركه ينزف، ومضى عنه وترك معه ابنين له، فقالا له: جمعت أهل اليمن وجئت لغزونا، فكيف رأيت صنع الله بك..؟ فقال عبد يغوث يخاطب الابنين:أَلا لا تَلُوماني كفى اللومَ ما بِيافما لكما في اللوم نَفْعٌ ولا لياأَلم تَعلما أَنَّ الملامةَ نَفْعُهاويحكى أن الذي أسر عبد يغوث فتىً من عبد شمس فحمله إلى أهله فرأته أم العبشمي فوجدته رجلاً عظيماً، فسألته من أنت..؟ فقال: أنا سيد القوم، فضحكت العجوز وقالت: قبحك الله من سيد قوم حين أسرك هذا الأهوج.. وإلى هذا يشير عبد يغوث في قصيدته التي معنا حين قال:وَتَضحكُ منِّي شيخةٌ عبشميةٌكأَنْ لم تَرَىْ قَبلي أَسيراً يَمانياوقد عَلمتَ عُرسي مُليكةُ أَنَّنيأَنا اللَّيثُ مَعْدُوّاً عليهِ وَعادِيا* لما سجن الشيخ عمر ابن الشحتة قال وهو في السجن:وحمائمٍ غَنَّيْنَ في دار الضُّحىطرَباً فقلتُ مَقَالَةَ المحزونِغّنَّينَ فالوجدُ الذي تُبدينَهوجدي المكتَّمُ والشُّجونُ شجوني * قال ركن الدين أحمد بن قرطاء وهو مسجون:أَأَحَبابَنَا ذاكَ المُتَّيمُ مالكمعلى البُعْدِ والتَّفْريقِ لا تَذْكُرُونَهُتَنَاسيتُمُ مُذْ طَالَ في السجن عَهْدُهُكأنَّكُمُ ما كُنتمُ تَعْرِفُونَهُ * وقال ابن البحتري عندما أودع السجن:قالتْ حَبيبةُ قَلْبي حين أَحْزنَهَاوقد رأتْ سجناً في السِّجنِ مأْسورُفي مَحْبَسٍ لا يرى حيَّا يَلُمُّ بهمن لم يَعشْ فيه يَوماً فهو مَعذُورُفي السِّجنِ أُوطِنْتَ أو في القبرِ؟ قلتُ لهاسِيَّانَ عندي مَسْجُونٌ ومَقْبُورُوسلامتكم...