12 سبتمبر 2025

تسجيل

يساعد المحتاج

02 يوليو 2015

إن هذا الدين جاء بكل خير للبشرية يحفظ عليهم حياتهم الدنيا ويضمن لهم النجاة يوم القيامة لذا دعا أفراده ليكونوا خير البرية بما كان بينهم من تعاون وترابط وإلفة ورفق ولين ،لذلك كان الرفق في هدي هذا الدين هو الخير كله من أوتي هذا فقد حاز الخير كله ومن حرمه حرم الخير كله ولقد بين الهدي النبوي أن هذا الخير ينصب على الأفراد والبيوت والأقوام إذا ساد حياتهم الرفق وكان من خلائقهم الإحسان، ويعد ذلك من الإحسان وهو أعلى المراتب التي يرقى إليها الأتقياء الصالحون ،فإن المرء الذي يسعى إلى السعادة ينشدها لابد وأن يعلم أن السعادة تتحقق له عند إسعاد الآخرين ،وإننا في هذه الأيام الطيبة أيام شهر رمضان أيام البر والإنفاق أيام يضاعف الله سبحانه وتعالى فيها الأجور والحسنات ،لمن أراد أن يتاجر مع الله فيبحث عن المحتاجين ويدخل عليهم السرور والسعادة ،فالإسلام دين التكافل الاجتماعي والتراحم والتعاون جعل العدالة الاجتماعية إحدى دعائم الدين وتكاليفه الشرعية,فالأغنياء والقادرون في مجتمع المسلمين وجب عليهم المبادرة إلى تفريج ضائقة المحتاج وتنفيس كرب المكروب من خلال اقتسام اللقمة معه في أشد الساعات الحرجة حتى لا يسود الحقد والصراع أفراد المجتمع ،فإن رقي المجتمعات وتقدمها لا يقاس بما حققت من منجزات العلم وما اكتسبته من مجال في المعارف العامة، وإنما يقاس بشيء أهم من كل ذلك وهو سيادة القيم الإنسانية فيها وانتشارها بين أفرادها والتي تقوم على قسط كبير من حب وتعاطف وإيثار وتضحية واستقامة ونظافة في التصور والسلوك والمعاملة ،لذا فإن المجتمع الإسلامي يختلف عن كثير من المجتمعات الأخرى لأنه مجتمع متكامل مترابط تقوم دعوته على زرع القيم والتعاون بين أفراده فهو من أرقى المجتمعات، ويعد الإنسان المسلم فيه اجتماعي من النمط الرفيع بما لقن من أحكام دينه الحق,وبما تمثل من أخلاقه الإنسانية الرفيعة النبيلة التي دعا إليها وحض على التخلق بها في مجال التعامل الاجتماعي فهو يحرص على نفع الناس في مجتمعه ودفع الأذى عنهم وذلك بحكم تكوينه وتنشئته على مبادئ الحق والخير والفضيلة.إن أبواب الخير في هذه الأيام المباركة مفتوحة أمام الإنسان التقي يلجها متى شاء مستنزلا رحمة الله الواسعة مستكثرا من ثوابه الجزيل وفضله العميم، فإنه يعلم أن أمر الرزق موكول إلى الله تعالى والذي كفله للجميع إلا أن البركة في الأرزاق لا يحصل عليها إلا الذين يتاجرون مع الله فينفقون أموالهم ولا يخشون من ذي العرش إقلالا، فلنعلم من هدي النبي صلى الله عليه وسلم أن كل معروف صدقة وأنه في صباح كل يوم ينزل ملكان من السماء يقول أحدهما اللهم أعط منفقا خلفا، ويقول الآخر اللهم أعط ممسكا تلفا ،فوجب على كل محب للخير أن يبحث عن ألوان البر والخير والمعروف والتي يستطيع المسلم أن يجني منها أجور تلك الصدقات ،فهو يقوم بالأعمال البناءة الخيرة في مجتمعه فإيجابيات المرء وحياته كلها موجهة في خدمة أهله وعشيرته وأبناء مجتمعه، لأن الذي استضاء قلبه بنور الإيمان يسير على قيم الإسلام وآدابه كما أمره الله تعالى بها، فهو يدرك تمام الإدراك أن مساعدته للمحتاجين، تعد قربة من أعظم القربات التي يتقرب بها إلى الله تعالى يبتغي بها رحمة الله الواسعة فهو ينفِق لينفَق عليه ويدرك أن هذا البر والصلة يجلب البركة في الرزق وفي العمر ولاشك أن مثل هذه الآداب والأخلاق باب خير عميم فيها تتأكد وحدة المجتمعات وتماسكها، وتمتلئ النفوس بالشعور بالراحة والاطمئنان، فهدي الدين الحنيف أوجب على كل مسلم أن يحب لإخوانه المسلمين ما يحب لنفسه ،وهذا يعني الحرص على نفعهم والتعاون معهم ومد يد العون لهم فمن نفس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة.