17 سبتمبر 2025

تسجيل

العافية في الحواس

02 يوليو 2015

يقول الله تعالى في الحديث القدسي: (ولا يزال عبدي يتقرب إليَّ بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي بها).فعافية الحواس هي ثمرة محبة الله لعبده الذي قام بطاعته وعبادته وتقرب إليه بما افترض عليه، ثم بالنوافل حتى أحبه الله فكافأه عافية في حواسه.فالعافية في الحواس أن تحفظ عما لا يرضاه الله تعالى من السوء والفحشاء وسوء الخلق.العافية في الحواس أن تسخر بفعل الخير والمعروف، لأن الله وصف أهل النار بعلامات، منها أنهم عطلوا حواسهم عن وظيفتها الحقيقية، فقال: (ولقد ذرأنا لجهنم كثيراً من الجن والإنس لهم قلوب لا يفقهون بها ولهم أعين لا يبصرون بها ولهم آذان لا يسمعون بها أولئك كالأنعام بل هم أضل أولئك هم الغافلون).العافية في الحواس أن تدل صاحبها على عظمة الخالق وذلك بمطالعة عظيم خلقه ومخلوقاته وتتفكر فيها، فلقد أثنى الله على أولي العقول المستنيرة التي تطالع عظيم خلق الله فتعظمه وتقدسه جل وعلا، يقول تعالى: (إنما يتذكر أولو الألباب).العافية في الحواس أن يثمن المرء نعمة الله عليه بحواس سليمة قوية، فعين مبصرة ولسان ناطق وأذن سامعة مميزة ويد قوية وقدم صحيحة يسير عليها ويمشي سليماً معافى.وإذا أراد المرء صحيح الحواس أن يقف على كبير نعمة الله عليه، فلينظر إلى من لم يعطه الله من حواسه إلا واحدة أو اثنتين ومنعه البقية، فلا هو يبصر بعينه كالمبصرين أو لا يسمع بأذنه كالسامعين أو لا يقدر على مد يده كالأصحاء أو لا يمكنه المشي مثل الناس القادرين على المشي، يقول الله تعالى: (وجعل لكم السمع والأبصار والأفئدة لعلكم تشكرون).فكم رأينا من لا يقدر على الكلام ولا يسمع ومن يعاني من عسر إخراج الحروف واللكنات ومن حيل بينه وبين المشي وبينه وبين تحريك يده ومن أخذ منه حاسة التذوق فلم يعد يتذوق الحلو ولا يميز المر.