16 سبتمبر 2025

تسجيل

مُقاسمة النِعم

02 يوليو 2014

كنت أقرأ بعض التقارير التي تتحدث عن ثروات الناس في العالم، ولفت نظري أن أول ١٠٪ في قائمة الأثرياء يملكون ٨٥٪ من مجموع الثروة في العالم، بينما يعيش ٩٠٪ من الناس في العالم، على الـ ١٥٪ المتبقية من الثروة العالمية. بالإضافة إلى أن هناك ٢.٥ بليون شخص في العالم يعيشون على ٩ ريالات فقط كمتوسط للدخل يومياً.أؤمن أنه علينا عمل الخير ٣٦٥ يوماً كل سنة، ولكن ما أجمل أن نجعل "رمضان" هو خط البداية للعمل على كل ما هو خير للمجتمع، والدولة، وأيضاً للبشرية .. فالخير يمكنه أن ينتقل من أي مكان، لأي مكان في العالم بكل سهولة مع وجود المنظمات العالمية والجمعيات الخيرية.كل شخص لديه نعم قد لا تتوافر لغيره، وأيضاً يمكن أن يكون غيره أفضل منه بمهارات معينة .. فلماذا لا نبدأ بالاتحاد وإكمال النقص عند بعضنا بعضا؟المال ليس كل شيء .. فهناك الكثير من الخيارات غيره، مثل الوقت، الجهد، العلم والمهارات اليدوية..وهناك الكثير من الأفكار التي لا تنتهي لنشر الخير ومقاسمة النعم التي نملكها، لتتضاعف السعادة وتُرسم الابتسامات على جميع الوجوه .. مهما كانت مختلفة عنا بالدين، اللغة، العرق أو الثقافة.١- يمكننا أن نبدأ بفتح أدراج ملابسنا، والتنازل عن كل ما لا نحتاجه من قُمصان وأحذية وحقائب، فالأشياء المخزنة عندنا، هي كسوة لمن لا يملكون حتى ملابس تغطي أجسادهم أو أحذية تحمي أقدامهم.٢- زيارة مركز التبرع بالدم للتبرع والمساهمة في منح الآخرين نعمة نعتبرها جزءا منا، ويعتبرونها كل شيء بالنسبة لهم لمساعدتهم على الاستمرار بالحياة.٣- الاتفاق مع إحدى الجمعيات الخيرية لكفالة يتيم لمساعدته صحياً وعلمياً ونفسياً للحصول على حياة كريمة تُبعده عن الشوارع والجهل والأمراض.٤- التوفير في أطباق السفرة الرمضانية، ومشاركة ما زاد في منازلنا مع العمال في الأحياء سواء من المسلمين الذين لا يملكون ما يفطرون عليه بعد يوم طويل من الصيام، أو حتى غير المسلمين الذين يعيشون بمعدة فارغة طوال اليوم.٥- تخصيص صندوق في المنزل لهدف خيري سواء كان بناء مدرسة في النيبال أو حفر بئر ماء في إفريقيا أو دعم الأسر الفقيرة التي تريد أن تؤسس مشاريع عمل تعيش عليها .. ويمكن لأفراد الأسرة وضع ما تيسر لهم من مال كل يوم عندما يشعرون بالجوع أو التعب أو حتى عندما يجتمعون على مائدة الإفطار .. وأن يتم إنجاز الهدف في وقت العيد، حتى تتضاعف الفرحة بيننا وعند غيرنا.٦- زيارة الأحياء الفقيرة ودعم المنازل التي تحتاج إلى إعادة تأهيل من طلاء وأثاث واحتياجات منزلية، وتعتبر مؤسسة أيادي الخير نحو آسيا "روتا" من الجهات الفعالة التي تحرص على تأهيل المنازل الفقيرة على أيدي الشباب والمتطوعين الذين يهتمون بعمل تغييرات إيجابية في مجتمعاتهم.٧- استغلال المهارات التي نملكها، بالتطوع في دولة نامية في الإجازة الصيفية لتدريس الطلاب في المجتمعات الفقيرة، وتحسين المدارس والمنازل والمزارع التي لا تجد من يدعمها بوقته وجهده وماله.٨- التسجيل في مركز التبرع بالأعضاء "هبة" لمنح أعضائنا فرصة لمساعدة غيرنا حتى بعد رحيلنا عن الحياة.٩- زيارة أي دكان في الأحياء التي تعيش بها عائلات فقيرة، وتسديد دين الأسر التي تأكل وتشرب بقلق وهي تحمل هم الدين الذي ينتظر تسديده.١٠ - التمسك بالابتسامة والأخلاق الحسنة والقيادة الأخلاقية في نهار رمضان، فهذا أقل شيء يمكن عمله دون الحاجة إلى مجهود .. فالصيام فرصة لتهذيب الأخلاق والتحكم بالذات، ومن يستطيع فعل ذلك فهو الرابح هذا الشهر.وجود ١٠ نقاط في هذا المقال لا يعني أنها تنتهي هنا، بل هي تبدأ هنا .. ولكم حرية الإبداع بالتفكير بكيفية مُقاسمة النِعم .. فخط البداية هو رمضان، دون وجود أي خط للنهاية .. فالخير يستحق أن ينتشر وألا يتوقف عند حد معين .. وكل عام وأنتم بخير وصحة وسعادة، ومبارك عليكم الشهر