17 سبتمبر 2025

تسجيل

معجزة القرآن الكريم

02 يوليو 2014

ـ ميز الله تعالى الأمة الإسلامية بهذا القرآن العظيم ،فتكفل الله تعالى بحفظه فهو محفوظ من التبديل والتغيير والتحريف ،فلن يأتيه الباطل ولن تتطرق إليه يَدُ العبث كما قال الله تعالى ] إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ [(2) بينما أَوْكَلَ الله تعالى حِفْظَ الكتب السابقة إلى الناس أنفسهم فلم يتمكنوا من ذلك، وتمكن الأقوام من العبث بها ،والتحريف بعدما قتلوا الأنبياء ،فكان الشرف لهذه الأمة أن يتولى الله تعالى بنفسه حفظ كتابها الكريم إلى يوم الدين . يقول الله تعالى ] إِنَّا أَنْزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدىً وَنُورٌ يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُوا لِلَّذِينَ هَادُوا وَالرَّبَّانِيُّونَ وَالْأَحْبَارُ بِمَا اسْتُحْفِظُوا مِنْ كِتَابِ اللَّهِ وَكَانُوا عَلَيْهِِ شُهَدَاءَ [ ـ وصفه الله تعالى بأنه يدلُّ على أعدل وأصْوب الطرق والسبل كما قال الله تعالى ] إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْراً كَبِيراً [ يقول الشيخ محمد الأمين الشنقيطي رحمه الله :إن هذا القرآن العظيم الذي هو أعظم الكتب السماوية ،وأجمعها لجميع العلوم ،وآخرها عهداً برب العالمين جل وعلا يهدي للتي هي أقوم ؛أي الطريقة التي هي أسدُّ وأعدل وأصوب . وقال رحمه الله :وهذه الآية الكريمة أجمل الله تعالى فيها جميع ما في القرآن من الهدى إلى خير الطرق وأعدلها وأصوبها لشمولها لجميع ما فيه من الهدى إلى خيرى الدنيا والآخرة. ـ كتاب معجز في لفظه ومعناه ،وفي عدم السآمة من تلاوته ،لا يَملُّه قارئه كلما تلاه اشتاق لقراءته وتلاوته أكثر ،وبانت له عجائبه ومدخراته كما في الحديث : }ولا تنقضي عجائبه ولا يخلق من كثرة الرد { . يقول عثمان رضى الله عنه :لو طهرت قلوبنا ما شبعنا من كتاب ربنا . ـ من عناية الله تعالى بكتابه وما خصَّ به الأمة أنه سهل حفظه للناس فحفظ في الصدور، ورتب على قراءته وتلاوته الأجر الموفور ،وحذر في نفس الوقت من الإهمال المتسبب في تضييع حفظه ،وهذا مخصوصة به الأمة ،فلم تكن الكتب السماوية السابقة ميسرةَ الحفظ في الصدور إنما كانت تقرأ من الصحف ،فإذا طويت الصحف فلا يمكن قراءتها . يقول الدكتور دراز رحمه الله :سمى الله تعالى القرآن كتاباً في موضع، وقرآناً في موضع آخر،وفي تسميته بهذين الاسمين إشارة إلى أن حقه العناية بحفظه في موضعين لا في موضع واحد ،أعني أنه يجب حفظه في الصدور والسطور جميعاً ،وبهذه العناية المزدوجة التي بعثها الله في نفوس الأمة المحمدية اقتداء بنبيها r بقىَ القرآن محفوظاً في حرز حريز ،إنجازاً لوعد الله الذي تكفل بحفظه ،ولم يصبه ما أصاب الكتب الماضية من التحريف والتبديل وانقطاع السند ،حيث لم يتكفل الله بحفظها بل وكلها إلى حفظ الناس .