15 سبتمبر 2025

تسجيل

طائرات خردة روسية في خدمة المالكي؟

02 يوليو 2014

جميعنا نتذكر ما حدث في الزيارة الأخيرة التي قام بها رئيس الحكومة العراقية نوري المالكي لروسيا في العام الماضي وما رافقها من عقد صفقة تسلح بلغت قيمتها أكثر من 4 مليارات دولار أمريكي فاحت رائحة الفساد فيها قبل أن يجف حبر التوقيع عليها ليتم تجميد الصفقة وكالعادة دخلت القضية في أروقة التحقيق دون معرفة أي نتيجة أو الطرف المسؤول عن الفساد أو الشخصيات الحكومية التي باعت واشترت وقبضت!! وقتذاك تعرض الناطق الحكومي العراقي السابق علي الدباغ للطرد من منصبه! وهدد الأخير بكشف الملفات القذرة ولكنه لسبب ما لم يفعل حتى اللحظة؟. المهم إنه وبعد الانهيار الكبير في المؤسسة العسكرية العراقية في العاشر من يونيو الماضي وفقدان السيطرة الحكومية على ربع العراق، فإن كميات هائلة من السلاح الحكومي العراقي قد تم الاستيلاء عليه من قبل المعارضة والمجاميع المسلحة بعد أن هربت القيادات العسكرية وتركت مخازن الأسلحة في معسكر الغزلاني في الموصل نهبا للسيطرة وكذلك الحال في كركوك وتكريت وغيرها، أما سلاح الجو العراقي فهو محطم بالكامل منذ أيام الاحتلال الأمريكي وسنوات الحصار الدولي، وقد أشاعت أوساط نوري المالكي بأن النظام الإيراني سيعيد الطائرات التي أودعها نظام صدام عند الإيرانيين ثم استولوا عليها عام 1991؟ وهي كذبة مفضوحة وبشكل سقيم لكون تلكم الطائرات وبعد سنوات طويلة من الإهمال أصبحت خارج نطاق الخدمة كليا ولا يمكن استعمالها مطلقا! وكان هدف الإشاعة نفسيا محضا ويراد به أيضا تبييض صفحة النظام الإيراني السوداء، وكذلك التغطية على مشاركة سلاح الجو الإيراني في ضرب المنتفضين العراقيين!! ولكن الإعلان الحكومي العراقي الأخير حول وصول 5 طائرات سوخوي 25 روسية مستعملة (سكراب وخردة) قد أعاد للأذهان حكاية الصفقة الروسية المشبوهة القديمة وهاهي الطائرات الروسية القديمة (الزبالة) تعود للواجهة بعد أن ووجه طلب وزير الخارجية زيباري من المجتمع الدولي للتدخل ببرود واضح، فالمعركة القائمة في العراق غامضة الأبعاد ومتداخلة الأوراق ومتشعبة الاتجاهات، وأعتقد جازما أن اللجوء لسلاح الجو وللطائرات الروسية القديمة المستهلكة فيه دلائل ضعف واضحة لقدرات حكومة فاشلة ورطت البلاد والعباد في محرقة فتنة طائفية مهلكة وتحاول اليوم عبر توسيع نطاق الحرب واللجوء للأسلحة الفاسدة والطائرات الخردة أيضا إيقاع مزيد من الضربات بالمدنيين العراقيين، فالطائرات لا يمكن لها أبدا أن تحسم مصير حرب عصابات متنقلة وفي وسط شعبي ومدني، وكل أحاديث الناطق العسكري العراقي الجنرال قاسم عطا (الموسوي) لا تعدو أن تكون مبالغات مثيرة للسخرية وتفتقد للحدود الدنيا من المصداقية المعلوماتية، فهم يتحدثون عن استرداد لمواقع ومدن فيما هم يحصنون مداخل بغداد خوفا من اجتياح قوات العشائر المسلحة لها؟ ولكن ماذا عن الخلايا السرية النائمة في عمق بغداد وعلى أسوار المنطقة الخضراء؟ لقد تحسبوا للأمر وتحصنوا أيضا بحزام الميليشيات الطائفية كالعصائب وقوات أبو الفضل والكتائب وفرق الحرس الثوري الإيراني التي تدفقت على العراق، لقد أعلنها نائب رئيس الأركان الإيرانية الجنرال جزائري من أن الإيرانيين على استعداد تام لمعاونة الحكومة العراقية في إدارة حرب العصابات أسوة بما فعلوه في سوريا...؟ أي أن المعركة الداخلية في العراق قد أضحت معركة إيرانية صرفة ومعلنة، كما أن أعداد الإيرانيين القادمين للعراق قد ازدادت بدرجة كبيرة مما يعني انخراط وتورط عسكري إيراني فعلي في المعمعة العراقية وهو ما سيوفر للمعركة القائمة هناك أبعاد ملحمية، ويؤكد على وحدة وترابط المسار بين الحالتين العراقية والسورية! كل هذه التطورات الساخنة والجانب الأمريكي يكتفي بالمراقبة والرصد وحماية المصالح الأمريكية، فيما يتابع العالم أيضا تدفق الدعم الروسي ولو عن طريق طائرات مستهلكة وأسلحة عديمة الفعالية أمام تدني الروح المعنوية للقوات الحكومية التي تعلم بأنها تحارب في معركة خاسرة لكونها موجهة ضد الشعب العراقي، المالكي اليوم وقد وضع العراق على سكة الندامة يعيش لحظات التراجع الكبير، والتطورات الميدانية القائمة على الأرض تتطلب حذرا شديدا في ظل مفاجآت غير متوقعة قد تقلب كل عناصر وصيغ إدارة الصراع العراقي الداخلي والإقليمي، الكل في العراق والمنطقة يحبس أنفاسه بانتظار المفاجأة العراقية الكبرى القادمة والتي لن تغير انطلاقتها كل زبالة السلاح الروسي المستهلك؟