17 سبتمبر 2025
تسجيليهتم الإسلام ببناء الأسرة لأنها تمثل قاعدة المجتمع الإسلامي فكانت ولا تزال أيضاً تمثل حصن هذا المجتمع وقـلـعـتـه، والنفس البشرية عميقة وتحتاج إلى جهود كبرى لفهمها والتوصل إلى المعاملة المثالية معها ،فالإسلام دين الشمول والكمال لذلك ارتضاه الله لعباده ليكون لهم شرعة ومنهاجا فلقد علمنا الحق سبحانه وتعالى إن الدين عند الله الإسلام فمن فضائل هذا الدين إنه يدعونا إلى الفرائض التي تقربنا من الله تعالى ومنها الصلاة والصيام والزكاة والحج وغيرها من الطاعات وإننا في هذا الشهر الكريم شهر رمضان نرتقي إلى أعلى الدرجات بأدبنا مع الله تعالى في تنفيذ فرائضه والتحلي بالأدب في جميع مجالات الحياة فلقد حدد رسول الإسلام الغاية الأولى من بعثته والمنهاج المبين في دعوته بأنه إنما بعث ليتمم مكارم الأخلاق.لذا تعد الأسرة من أهم المؤسسات الاجتماعية في اكتساب الأبناء لقيمهم، فهي التي تحدد لأبنائها ما ينبغي أن يكونوا عليه من التمسك بالأخلاق والدين والتعامل مع الآخرين، فهي أول جماعة يعيش فيها ويشعر بالانتماء إليها ويتعلم منها كيف يتعامل مع الآخرين في سعيه لإشباع حاجاته ،كما تعتبر الأسرة الوحدة الاجتماعية البنائية الأساسية في المجتمع فهي الثمرة الطبيعية للزواج، فإن لها الأثر الذاتي والتكوين النفسي في تقويم السلوك الفردي وبعث الحياة والطمأنينة في نفس المرء، فمنها يتعلم ويكتسب بعض القيم والاتجاهات وقد ساهمت الأسرة بطريق مباشر في بناء الحضارة الإنسانية وإقامة العلاقات التعاونية بين الناس ولها يرجع الفضل في تعلم الإنسان واكتساب المهارات والقيم وقواعد الآداب والأخلاق، فلا تخلو حياة زوجية من المشاكل والخلافات ولكن كثرتها وتكرارها بشكل مستمر وعدم توقف الزوجين عندها والبحث عن الأسباب التي تؤدي إليها، وبذل الوسع في العمل على علاجها من خلال الحوار البناء بينهما يولد شعورا بالضجر، ورغبة في التخلص من هذه العلاقة ولذا فعلى الزوجين أن يسارعا بمعالجة ما ينشأ بينهما من خلافات أولاً بأول، من خلال الحوار الهادئ والمناقشة الموضوعية.إن اضطراب الحياة المعاصرة وتشعباتها وتوترها وقلقها يؤدي إلى كوارث في هذه الحياة أولاها انتشار الطلاق وهدم البيوت وتشريد الأطفال وتكوين أجيال من الشباب والفتيات الذين لم يعيشوا حياة أسرية مستقرة ،فتوجه بعضهم إلى الجريمة بأنواعها والمخدرات وضياع الوقت، كما أن التأخر في الزواج أدى إلى زيادة عدد الفتيات في بيوت الآباء حتى سن متأخرة مما يسبب مشكلات كثيرة وعمل مالا يحمد عقباه فتكون الكوارث، خاصة في ظهور التقنيات الحديثة التي تتيح للفتيان والفتيات التواصل مع كثير من الناس منهم الصالح ومنهم الطالح ،وعندها تكون الكارثة ،فإن وسائل التقنية الحديثة وهذه الاختراعات العجيبة التي ولع به الشباب والشيوخ، لتعد من وسائل النهضة والرقي التي غلبت على حديث الناس الذين يبحرون في مواقعها ويتجولون في جنباتها بالساعات، يقول الله تعالى :(وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها إن الإنسان لظلوم كفار) إبراهيم:24لذا يعتبر الإنترنت لدى البعض ضرورة ومطلبا وحقا لكل شخص كالماء والهواء ويعتبره البعض مجرد مضيعة للوقت وإهدار للعديد من العادات المهمة، ولقد أمرنا هدي ديننا الحنيف بالاستفادة من كل جديد والتعرف على السبل الجديدة العديدة لتحقيق النفع والبعد عن الضرر، فلقد فتن الشباب اليوم بالإنترنت وولعوا به ولعا شديدا فأصبح جل حديثهم عنه وعن ارتياد مواقعه والإبحار فيه، والجلوس في صحبته الساعات الطوال دون كلل أو ملل ،وهذا يدعونا للتأمل في محاسنه ومفاسده حتى نكون على بصيرة من أمرنا ونعصم أرواحنا وأبداننا وأعراضنا وأموالنا وأهلينا وأولادنا في العاجلة ،وتأسيسهم على الحق والفضائل والآداب فعملت على تدعيم فضائلهم وإنارة آفاق الكمال أمام أعينهم حتى يسعوا إليها على بصيرة، فمما لا ريب فيه إننا في أيام طيبة كلها طاعة وقرب ؛ أيام رمضان الذي نصوم نهاره ونقوم ليله ، فوجب علينا أن نملأ قلوبنا بمحبة النبي صلى الله عليه وسلم ونقتدي به ونتأسى به في كل أعمالنا.