16 سبتمبر 2025
تسجيلمن المؤكد أن إجراءات نقل السلطة في أي دولة عربية تثير اهتماما إقليميا ودوليا، نظرا للأهمية الاستثنائية لمنطقة الشرق الأوسط، خاصة إذا كانت هذه الدولة صاحبة تأثير قوي على السياسات الإقليمية والدولية كدولة قطر. من هنا يمكن أن نتفهم سبب الاهتمام الإقليمي والدولي بعملية نقل السلطة التي تمت منذ أيام، من الشيخ حمد بن خليفة إلى ولي عهده الشيخ تميم، بعد أن استمر الأمير السابق في الحكم حوالي ثمانية عشر عاما استطاع خلالها تحويل قطر من دولة من دول الأطراف إلى دولة مركزية لها دور مهم على المستويين الإقليمي والدولي. ويزداد الاهتمام أكثر بسبب العلاقات الخاصة التي تربط قطر بمصر التي تمر بمخاض التحول الديمقراطي الذي سيتلوه اندفاعة ستغير من وجه المنطقة والعالم. حيث لعبت قطر في عهد الأمير السابق دوراً مهما، ليس فقط في مساندة الثورة المصرية، ولكن أيضا في مساندة النظام الحاكم الجديد بقيادة جماعة الإخوان المسلمين، من خلال تقديم الدعم الاقتصادي السخي لمواجهة الأزمة الاقتصادية الطاحنة التي تعيشها مصر. ولعل تولي الشيخ تميم الحكم خلفا لوالده، الذي أرسى هذه العلاقة الخاصة، سيترتب عليه مزيد من توثيقها، خاصة في ظل رؤية الأمير الجديد بشأن الموقف من الثورات العربية بشكل عام، وعلاقات بلاده مع مصر بشكل خاص. فقد عبر الأمير تميم عن تأييده التام للثورات العربية، حينما أكد أن "الثورات العربية سيكون لها تأثير على الأوضاع الإقليمية والدولية"، مضيفا أن "الدول العربية بعد الثورات ستكون أكثر حفاظا على سيادتها وأكثر اهتماما بالقضية الفلسطينية". وأوضح الأمير أنه "لا يصح التعامل مع الثورات الشعبية الكبرى كأنها مؤامرة خارجية، مشددا على أن "الأعمى سياسيا فقط هو من لا يرى إحباط الشعوب العربية مما جرى ويجري في فلسطين، ولم يربط بين نقمة الشعوب العربية على الحكام وبين عجزهم عن فعل شيء بخصوص تهويد القدس أو قمع إسرائيل للانتفاضتين الأولى والثانية أو حرب لبنان أو احتلال العراق ونتائجه، فالجميع شعر بغضب الشعوب العربية واحتقانها الحقيقي من الأوضاع الإقليمية". أما عن موقفه بشأن مصر، فقد أكد الشيخ تميم أن "وقوفنا مع مصر واجب أمام الله، وأمام الشعوب". وهو هنا لا يعبر عن موقف سياسي فقط بل موقف ديني وقومي. فحينما يؤكد أن وقوف بلاده مع مصر هو واجب أمام الله، فهو ينطلق من خلفية دينية ترى أن وقوف المسلمين إلى جوار بعضهم البعض واجب شرعي. كذلك فإن تأكيده على أن الوقوف إلى جوار مصر هو واجب أمام الشعوب، يشير إلى البعد القومي لديه، حيث مصر هي الشقيقة الكبرى للدول العربية، التي ينظر إليها في الإطار القومي على أنها دولة واحدة وشعب واحد. والجمع بين الإطارين الديني والقومي هو من أبرز الخصائص التي تميز الأمير تميم، والتي ستلعب دورا مهما في تحديد سياساته الداخلية والخارجية في المستقبل.