25 أكتوبر 2025
تسجيلثلاث وثلاثون سنة مرت على انشاء مجلس التعاون الخليجي، وأقيمت بهذه المناسبة احتفالات رسمية، اعتقد بأن فيها الكثير من المجاملات والتي كان ينقصها التأييد الشعبي.هل حقق مجلس التعاون الخليجي ما يريده أبناؤه؟بالطبع الطموحات كبيرة لدى شعوب دول المجلس وقد لا تنتهي ولكن نجدنا وفي هذا القرن الواحد والعشرون لا يزال الاعلام الخليجي يعزف سيمفونية منفردة كل حسب سياسة بلده، ولا يهتم كثيرا بالسياسة الموحدة للمجلس وكان ذلك واضحا بعد الشرخ الذي تعرضت له تلك المنظومة من جراء خلاف بسيط لدول أشقاء. فظهرت المناوشات الإعلامية بين بعضهم البعض، وأخذ البعض يكيل بمكيالين ويلفق الأكاذيب ويضلل الشعوب.نحن في منتصف عام 2014 وبعد ظهور وسائل التكنولوجيا الحديثة والإعلام الجديد، الذي استطاع أن يكشف دجل واكاذيب الكثير من متبنيي الإعلام التقليدي الرسمي، وبدل ان تختفي تلك الممارسات الإعلامية الكاذبة أصبحت تزداد وكأنها مومياء للتو ظهرت من قبورها.دولة قطر ولله الحمد وبفضل القيادة الحكيمة لسمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، استطاعت ان تثبت للأشقاء بأن قطر لا تتصرف كما يتصرف البعض منهم فلم تبادلهم بالمثل وهذه حكمة بالغة لسمو الأمير، يجب ان تدرس في كيفية ضبط النفس والإبتعاد عن الشحناء ومازالت دولة قطر تدعم مسيرة المجلس بشكل فاعل وبناء وهذا ما عبر به سمو الأمير يحفظه الله للأمين العام للمجلس في القمة السابقة ولقطر دور رائد في دعم اقتصاد المجلس حيث زاد التبادل التجاري مع دوله على 30 مليار ريال قطري وغير ذلك من دور قطري يحافظ على المسيرة ويدعم الكيان ولو في أصعب الظروف وأدقها.الشعوب الخليجية لا تزال تحلم بانجازات كبيرة للمجلس فلا يزال المواطن الخليجي يحلم بالعملة الموحدة والتي تم الاعلان عنها بأنها ستكون جاهزة للتداول في عام 2000 وتمر 14سنة ولم يرها الخليجيون.كذلك يحلمون بأن تلغى الحواجز الحدودية ولكننا نراها للأسف ازدادت وتعقدت..وبدل ان يجدوا الجواز الخليجي وجدناهم يتنقلون بسهولة بالبطاقة الشخصية ولكنهم يجبرون للعودة الى بلادهم لاحضار جوازاتهم حينما يحتاجون انهاء بعض معاملاتهم الرسمية.مازال المواطن الخليجي يتمنى ان يجد العلاج في كل الدول وكأنه مواطن بها فتلك ضرورة صحية حتمية لا يجب التفريط بها.المجلس من داخله وفي امانته لا يستطيع ان يحدد آلية لاختيار المناصب ومن اي دولة ومازالت دولة المقر تسيطر على الكثير من وظائفه.المجلس لا تتفق دوله على اختيار مقرات بعض مؤسساته وعلى سبيل المثال محاولة اختيار مقر للبنك المركزي..!!.هناك اتفاقيات موقع عليها من قبل جميع الدول التابعة له ومع ذلك نرى انشقاقات بين الأعضاء لتوقع اتفاقيات جانبية تعارض الاتفاقيات الرسمية..!!.اصبح المجلس شبة مختطف او مشلول ولا يستطيع ان يضع رأيا موحدا يعبر عن كل دوله مجتمعة في مواجهة التحديات الخارجية واصبح لكل دولة موقف..!! وكل دولة تعمل حسب ارادتها وحتى ولو خالف رأي الدول الأخرى.الكثير من الأمنيات ترجوها شعوب الخليج وعلى قادتها السعي لتصليح هذا الكيان والاهتمام به كما تهتم كثيرا في استضافته سنويا وتضع المبالغ الطائلة فقط على الحفاوة والتكريم والمجاملات التي لم تأت كثيرا بما يناسب شعوبه.نتمنى للمجلس المزيد من التقدم والازدهار وأن ينعم الخليجيون بالخير والوحدة والتماسك في ربوعه.