13 سبتمبر 2025
تسجيلورم أصاب الكثيرين ليته كان حميداً لينال المرء العلاج السليم، ولكنه اخبث مما نتصور، ورم يجعلك تفقد توازن حياتك وتغرق في محيط الهموم وكل المسميات التي لا تحب سماعها، يتحول سلوكك الذي جُبلت عليه إلى سلوك (حيواني) بحت، وعدواني (شرس)، يفرح الشيطان حين يراك مصاباً به ليساعدك بالتخلص من حياتك ببطء، ويشجعك على أخذ طريق الموت واتباعه ببطء شديد. لنضع القلم جانباً، نتخيل حياتنا مع شخص نحبه حباً كبيراً، وهذا الحُب يتحول إلى حُب التملك، تجد فيه الأمواج الهائلة التي تريد أن تحتضن كل من يحاول تحديها أو الاقتراب منها، هذه صورة لحُب التملك الذي قد يهدمك ويهدم من تُحب، وقد تمكله حتماً ولكن هذا الاحتمال قد يكون 10 % أو أقل بكثير، أما إنْ أصاب حُب التملك مرض (الشك)، فهنا تجد في علاقتك مع من اختاره قلبك، مرضاً لا يستطيع علاجه أكبر الأطباء، ولا تجد أنه قابل للعلاج، فالورم الخبيث قد تمكّن من جميع أنحاء أطرافك (فلا حول ولا قوة لك). كيف نشأ هذا المرض؟ نشأ من الغيرة الشديدة التي قضت على قلبك فتحولت الغيره إلى شك، وهذا الشك دمر الكثير من الأسر، وبعده يصعب عليك التواصل مع مَنْ أحببت، لأن الشك بمجرد حلوله قام بالعمل على انهيار جسور المحبة. مثال من واقع حياتنا: 1 ـ تطلق سهام نظراتك المليئة بالشك إلى زوجتك، وتراقب كل تصرفاتها بالرغم من عفتها، انت لك علاقات بعشرات الفتيات المتزوجات أو غير متزوجات، وبعلاقتك معهن حكمت على زوجتك أو تمادى الشك في خلجاتك حتى ظننت أنها أيضاً صاحبة علاقات، لا تُلام لأنك لم تراجع تاريخك المأساوي، ولم تقم (بعد) علاقاتك المنحطة، التي رسمتها بأناملك، لذلك تشك في زوجتك النبيلة، فلو نظرت إليها نظرة مليئة بالثقة لما تدهورت أحوالك ولما لعب الشيطان بعقلك، ها أنت تموت في اليوم مئة مرة فقط لأنك لم تثق في أهل بيتك، وتعتقد أن جميع تصرفاتك قد انتقلت لها، لا يا صاحب الورم الخبيث، اعد ترتيب أوراقك لترى جيداً ولتعلم أنْ ليس كل من حولك (يمشي على خُطاك أيها المعتوه). يقول الشاعر: إِذا ساء فعل المرء ساءت ظنونه وصدق ما يعتاده من توهم وعادى محبيه بقولِ عداته وأصبح في ليل من الشك مظلم وهذا هو باختصار لما نقوله (كلن يرى الناس بعين طبعه)، للأسف الشديد نود أن نموت ولا تأتي اللحظة التي (يشك) فينا من أحببناهم بصدق، ونود دوماً أن تُرفع أسماؤنا من دائرة المشكوك فيهم، بالرغم من ثقتنا بأفعالنا، إلا أننا حتماً نعاني من(التعب) الشديد حين نجد أن الثقة بين الطرفين قد تزعزعت بسبب دخول هذا الورم بأعضاء أحد الأطراف، الظن والشك كلمتان تحملان نفس المعنى، فالظن السيء هو بحد ذاته الشك، فعلينا أن نتفادى هذا الورم قدر الإمكان. لحظة: قبل أن أنهي مقالتي المتواضعة، أود أن أعلم كم منا من أصابه الورم الخبيث، وبدأ يعاني من أيامه ولياليه، هذا الورم الذي أنت من أحضره لذاته، وأنت من تبحث له عن علاج، ادعو الله أن يشفيك بفضله، فأنت فعلاً تحتاج للدعوات. دقيقة: كم بيتٍ تدمر وكم أسرة تحطمت، وكم من قلب انجرح بسبب شكٍ وكيد من الشيطان، ما ينتهي يصعب علينا استرجاعه، وما ينكسر لن يرجع كما كان، فحافظ على بيتك وأهلك وحياتك قبل فوات الأوان. تذكر: إن ملامح الإنسان، نبراته، دوافعه وكلماته كلها حقائق تكشفها لنا الأيام وتبين لنا مدى صدقه وكذبه، فلا داعٍ إلى أن ننسب الشك له ونحن لا نعلم مافي قلبه، وتأكد أن كل ما قد ذُكر مجرد ديمومة وقت سيكشف لنا الزمان خفاياها وحقائقها.