04 أكتوبر 2025
تسجيلانقطعت عن الكتابة لفترة بسيطة، وذلك لارتباطات مختلفة بالسفر المتكرر الأيام الماضية، وحاليا كتب لي شرف التواجد في مدينة برازيليا عاصمة البرازيل، حيث تقام أحداث الجولة الأولى من بطولة العالم لزوارق الفورمولا1، والتي يشارك من خلالها فريقان عربيان هما قطر والإمارات وسط حشد هائل من الفرق الأجنبية. وعندما تترامى البرازيل إلى مسامعنا فإن المرء يرسم العديد من الصور في مخيلته لهذا البلد العاشق لكرة القدم، ولكن لا توجد أي صورة تضاهي حقيقة ما قد يشاهده المرء في هذه البلاد من حب لا محدود وعشق خيالي للعبة الشعبية الأولى في العالم، تجولت في أرجاء المدينة، وبالطبع فضول التعرف لاستعدادات هذه البلاد لاستقبال مونديال العالم في 2014 كان لا يفارقني، التعرف على مشاعر الشعب وكيفية تعايشهم مع حقيقة أن البرازيل سوف تكون محط أنظار العالم باستضافة أشهر عرس كروي. وقبل الحديث عن كأس العالم في 2014، فإن المدينة تتأهب منذ الآن لاستضافة المباراة المقبلة للبرازيل أمام اليابان في الخامس عشر من يونيو ضمن منافسات كأس القارات، كل من يجيد الإنجليزية هنا يبادرنا بسيل من الأسئلة عن المباراة القادمة، وتوقعات الفوز، وهل سنبقى حتى ذلك الوقت، ووو.. ولا حديث إلا عن المباراة كبداية قبل الانتقال للحديث عن كأس العالم المقبلة، وعن بوكا جونيورز والدوري المحلي، وعن كوبا أمريكا وعن انتقال نيلمار لبرشلونة ووو، حديث يتعلق كله بكرة القدم شكلا ومضمونا. في جولة في بعض المراكز التجارية تعرفت في أحد المحال على شاب رياضي، عندما شاهد شعار الفريق الذي حضرت معه على القميص بادرني بالسؤال: هل أنت سمسار لاعبين، هل تبحث عن لاعبين محترفين، والمفاجأة أنه لاعب كرة قدم، ويعمل في المحل في انتظار حصوله على عقد للعب في الخارج، وهو لم يبلغ من العمر عشرين عاما. تمشى في الشارع قليلا فستشاهد مجموعات تلعب بالكرة يمينا ويسارا، ادخل في أي زقاق، ستشاهد الزينة والاستعدادات لاستقبال المباراة القادمة للبرازيل أمام اليابان، وبالطبع كتب لي حظ مشاهدة مباراة في الدوري المحلي على شاشة التلفاز، وكان الحضور يوحي بأن المباراة عالمية في الملعب، بالإضافة للمتابعين في المقهى بكل لهفة وحماس. لو لخصنا ذلك في سطور، فسوف نقول إنه جنون الكرة وكفى، جنون الكرة في البلاد التي تنجب سنويا مئات اللاعبين،وتعد المصنع الأول لأفضل محترفي كرة القدم في العالم، وللحديث بقية غدا بإذن الله.