16 سبتمبر 2025
تسجيلكثيرا عندما نفكر في بناء أبنائنا فأول شئ يخطر في بالنا هو البناء المادي والحياة الرغدة التي تؤمِّن له العيش الكريم أي البناء لهم، ولكن البناء الحقيقي لأبنائنا بعيد كل البعد عن الماديات فأهم بناء هو بناء النفس، بناء جيل قوي الشخصية جيل يتحمل فيما بعد بناء مجتمع ناهض، مجتمع متقدم بكل مفردات التقدم فالأبناء هم النعمة التي وهبها الله لنا وهم أملنا وأمل بلادنا وقوام مستقبلها، وهم أمانة في أعناقنا وما نزرعه فيهم نجنيه منهم، وما نربيهم عليه ونبثه أو نغرسه فيهم من قيم ومبادئ، أو نعلمه لهم من معارف وقناعات ومفاهيم يساهم بشكل كبير لا يمكن لأحد أن يجادل فيه، وفي تكوين شخصياتهم وتشكيل ملامحهم النفسية والسلوكية فالأبناء يولدون صفحة بيضاء ينقشها الآباء والأمهات ثم يتعلمون مجموعة من الأشياء التي يكونون منها لغة يعرفون بها العالم الخارجي والأخلاق والعادات والطبائع والأساليب التي يتعاملون بها مع الآخرين، من هنا تأتي أهمية إختبارات مدى الثبات والثقة بالنفس، إن 90 % من قيم كل شخص فينا تتكون قبل سن السابعة.. إن الثقة بالنفس تنمو مع الفرد ويتواكب نموها مع نموه العقلي والجسدي وهذه الثقة نبدأ بغرسها منذ البدايات فعندما ينشأ الطفل في بيئة مملوءة بالثقة بالنفس يكون واثقا من نفسه معتمدا عليها لا يتخوف من مجابهة المواقف الاجتماعية أيًّا كان نوعها ومن أهم ما يدعم أبنائنا ويزرع الثقة في نفوسهم مدح الطفل أمام الغير وكن في ذلك متوازناً ولا تجعله يكثر من انتقاد وانتقاص نفسه. تعامل مع أبنائك دائما باستخدام كلمات راقية فاسلوبك هو انعكاس لأسلوب الأبناء عاملة كطفل، واجعله يعيش طفولته، دربه على اتخاذ القرار بنفسه وساعده على ذلك، ودربه وعلمه السباحة، كرمه واجعله ضيف الشرف في إحدى المناسبات اسأله عن رأيه، وخذ رأيه في أمر من الأمور.التي تخصك أو تخص الاسرة أو أحد أفرادها، اجعل له ركنا في المنزل لأعماله واكتب اسمه على إنجازاته. علمه أن يصلي معك واغرس فيه مبادئ الإيمان بالله لقول النبي صلى الله عليه وسلم (حافظوا على أبنائكم في الصلاة، وعوّدوهم الخير فإنّ الخير عادة)، علمه مهارات إبداء الرأي والتقديم وكيف يتكلم ويعرض ما عنده للناس علمه كيف يقرأ التعليمات في أي مكان أو على أي منتج ويتبعها، علمه كيف يضع لنفسه أهدافاً ومبادئ وواجبات ويتبعها وينفذها، أجب عن جميع أسئلته، أوف بوعدك له عندما توعده بشئ، عرفه بقيمة البركة وأهمية الدعاء شجعه على توجيه الأسئلة، أجعله يشعر أن له مكانة بين أصدقائه، أفصح عن أسباب أي قرار تتخذه واشرح له ذلك، كن معه في أول يوم من أيام المدرسة، أرو له قصصا من أيام طفولتك وتاريخ حياتك وخاصة القصص البطولية، علمه كيف يدافع عن نفسه وجسده، واشرح له ما يسأل عنه من شبهات وشكوك في نفسه، لا تهدده على الإطلاق، علمه كيف يواجه الفشل، علمه كيف يصلح أغراضه ويرتبها، شاطره في أحلامه وطموحاته وشجعه على أن يتمنى، علمه عن اختلاف الجنسين بين الذكر والأنثى من وحي آيات القرآن الكريم، علمه كيف يتحمل مسؤولية تصرفاته اعتذر له عن أي خطأ واضح يصدر منك، اجعل له يوما فيه مفاجآت، ومن الأشياء المهمة أيضا أن يتربى على تلاوة القرآن وأن يجعل له ورد يومي ولو بسيط حتى ينشأ والقرآن فى قلبه نورا له لقول النبي صلى الله عليه وسلم:( ادبوا أولادكم على ثلاثة خصال حب نبيكم، وحب آل بيته، وتلاوة القرآن) فإن حملة القرآن في ظل عرشه يوم لا ظل إلا ظله مع أنبيائه وأصفيائه.. وأخيرا كثيرا من الأشياء والأمور التي نحتاجها لكي نستطيع أن نبني أبناءنا على الأخلاق الحميدة، والثقة في النفس ولكن دون أن ننسى أو نتجاهل أن نكون نحن ايضا قدوه أمام أطفالنا وأن نضرب لهم المثل الصادق لمعاني القيم التي نزرعها في نفوسهم ففاقد الشئ لا يعطيه فلنبدأ بإصلاح أي خلل في نفوسنا نحن أولا، ومن ثم فلنبني الأبناء ولا نبني لهم نجعلهم هم من يبنون لأنفسهم وسلامتكم