17 سبتمبر 2025

تسجيل

قناعتي وهذا شأني

02 يونيو 2012

اعذروني فلم أكن يوماً منافقة لأقول اليوم ما أنكرته بالأمس ولم أكن متملقة لأرضي أفراداً على حساب مخاصمة آخرين!.. ولعل سبب ما أقوله هو اعتقاد البعض انني قد اصطفيت بجانب من يسمون أنفسهم أصحاب (الثورة اليمنية) وأسميهم دعاة تخريب وفوضى في هذا البلد الذي لا يمكن أن يكون تونس أو مصر أخرى ومازلت مصرة على قولي هذا رغم الذي يسوقه البعض من (أدلة) — أو هكذا يسمونها — تؤكد من وجهة نظرهم أن اليمن ستنتهي إلى ما آلت إليه تونس والقاهرة وليتهم لا يؤكدون هذا فما بتنا نراه من خواتيم لثورتي تونس ومصر تجعلنا نتمتم مضطرين بحسرة وأسف (لم تفعلي بنا خيراً يا تونس..هناك حيث كانت البداية)!..واليوم نجد أن اليمن تقف عند منحدر صعب في بقائها كدولة شهدت ثورات يحق لتاريخها أن يفخر بها أو كدولة تتنازعها قوى التخريب والطمع وتسليح القبائل وهيمنة الصف الأول منها كما يفعل أولاد الأحمر الذين يعيثون في هذا البلد خراباً ودماراً وهلاكاً ويريقون الدماء وكأنها عصائر ملونة على حساب إثبات جبروتهم وطغيانهم الذي لم يتصف به أبوهم الشيخ عبدالله الأحمر رحمه الله في اختلافه بالرأي مع الحكومة وائتلافه معها في الحفاظ على دم ووحدة الشعب الذي يخسر كل يوم من أرواح أبنائه مما يجعل الأسئلة تكبر وتكبر وهي ما الذي يجري على أرض بلقيس؟!.. لمصلحة من ولماذا كان هذا هو التوقيت الذي اختاره أحدهم لزلزلة الأرض اليمنية ولماذا ظهرت القاعدة واحتلت مدينة بحجم زنجبار ولماذا كان العتو في المظاهرات ولم هي الحشود التي تمتلئ كل يوم جمعة لإظهار التأييد الجامح للشرعية التي أقرها الدستور اليمني وللحكم الذي انطلق من صناديق الاقتراع وليس بحسب أهواء شخصية؟!..فللأسف التداعيات المخيفة التي نشهدها كل يوم في اليمن بالذات تنبئ بأن القادم لن يكون أسوأ مما كان ولكنه بالتأكيد أشد دماراً ذلك ان الفرقة استشرت بين القلوب قبل أن تستشري على أرض الواقع وهذا ما نراه حقيقة في اختلاف آراء أنصار الحكومة ومن انقلبوا عليها ومن كانوا ضدها من البداية وبالتالي لم تحل القضية اليمنية على النحو الذي كنا نتأمله كشعوب تعبت من فقدان أمانها وأمنها ووطنها العربي الكبير الذي لا يعلم حتى الآن لمصلحة من تقوم فيه كل هذه الثورات ويصم الآذان ضجيج يتعالى ويتعالى ولا يجد من يخرسه حتى هذه اللحظة!.. فأنا وإن كنت متأكدة من أن الإعلام العربي ولاسيما الجزيرة قد غذى هذه الثورات، إلا إنني كنت أتمنى حقيقة أن تضع معايير لتصنيف ثورة عن أخرى، فما قادته تونس من ثورة لم تتعد الأسابيع، ونجحت به مصر في 25 يوماً، لا يمكن أن تثبته حقيقة على ليبيا واليمن بالذات، فقد أثبتا أنهما يلقيان من الموالين لحكومتيهما ما يفوق المعارضين لهما، وعلى الجزيرة أن تعترف بذلك لا أن تغمض عينيها وتتجاهل ما يحدث من رفض لما يجري من أعمال تخريبية يسمونها أصحابها بالثورة والحرية، وكأن الموضوع يجب أن يثبت في النهاية أن استنساخ الثورتين على بن علي ومبارك يجب أن يتكرر على علي والقذافي وبشار، وكأن المسالة ألعاب فيديو أو بلاي ستيشن وعلى الأشرار أن يموتوا ويكون هناك بطل فذ قادر على الاقتصاص من الجميع!..ولا أخفيكم فقد بت أخاف من هذه الدنيا التي تتقلب فيها الأحداث كما يريد أعداء هذه الأمة أن يفعلوا بها وليس كما يشتهي العباد لها.. من يعارضني فهذا رأيه ولكنني واثقة بأن القادم أسوأ وسيتحقق قبل أن تتنبأ به الجزيرة أو تبثه في شريط أحمر مكتوب عليه عاجل وخاص فتصبح للأسف الشاهد الذي لم ير شيئاً!. فاصلة أخيرة: شكراً لكل قلم انتقدني فكان يحمل من صفات البناء ما يردع به تهور الهدم في مداده! وشكراً لكل من خالفني فأقنعني بقوة حجته قبل أن يملؤه العناد بإجباري على تصديق ما يقوله!.. وشكراً لمن كتب وأضحكني وجعلني أتذكر ما كتبه لي دائماً فقط لأضحك!.