26 أكتوبر 2025
تسجيلتاريخ 28 المصادف يوم الإثنين من شهر مايو 2012، هو التاريخ الذي أدى إلى حزن كل من يسكن على هذه الأرض الطيبة، مواطناً أم مقيماً، صغيراً كان أم كبيراً، كانت كل القلوب تنبض بالأسى، وتدمع الأعين بالحزن على ما جرى من كارثة هي الأولى من نوعها على أرض قطر، ونرجو الله أن تكون الأخيرة. مع بداية الساعة الحادية عشرة وخمس دقائق نزل على أجهزة البلاد خبر الحريق.. وقعت الفاجعة التي لم تكن في الحسبان، ولكن لن نقول سوى (قدر الله وما شاء فعل)، أطفال أبرياء تركهم أهلوهم لمدة ساعات، حتى جاء قدر الله أن يترك الأطفال (أهاليهم وللابد)، واللافت للنظر أن ما وصلت إليه لجنة للتحقيق في أسباب الحريق، أن هذه ليست بروضة ولا حضانة، بل هي محل لبيع ملابس نسائية، فأين الرقابة على هذه التراخيص؟ وكيف سمح المسؤولون بإنشاء دور للأطفال، أو بالمعنى الأصح (بتجميع) أطفال في محل قريب من المطاعم؟.. نترك السؤال بعلامات الاستفهام إلى أن يحين وقت الجواب ولا نزال في الانتظار.. جهود رجال الدفاع المدني تُسجل بمداد من ذهب، وتُسطر في كُتب الأبطال الذين لم يترددوا لحظة واحدة في المخاطرة بأرواحهم، بل قاوموا النار ولم يخشوها، وحملوا أرواحهم وضحوا بانفسهم من أجل الأبرياء، بالرغم من كثافة الدخان، وخطورة المكان لضيق الممر المؤدي للحضانة، وبالنهاية فقدنا اثنين من (شهداء الواجب)، أكرم الله نزلهما وتقبلهما مع الصالحين. دقيقة: سبقتني أقلام كثيرة وعديدة وكتبت أنامل كبيرة في هذا الموضوع، وهذا لا يعني أن يتجاوز قلمي الموضوع المتكرر، الذي فعلاً قد أثر على نفسياتنا، وجعل الحزن يرسم ملامحه على وجوهنا ولكن تبقى (الحمدلله على كل حال) هي الكلمة الباقية التي تملأ قلوبنا بالإيمان واليقين، ولكل من فقدناهم نسأل الله أن يرزقهم جنات النعيم (انه على كل شيء قدير). شُكر: نسجل عبارة شُكر وامتنان لسعادة الشيخ عبدالله بن ناصر بن خليفة آل ثاني، وزير الدولة للشؤون الداخلية، لسرعة حضوره في موقع الحريق، وهذا ليس غريباً على هذه الشخصية العظيمة، وأرجو أن يتعلم من موقفه بعض المديرين في بعض المؤسسات الذين يتغطرسون بالكبرياء، ليتكم عاشرتموه حتى تعلموا معنى التواضع والمسؤولية. وقفة: وقفة ولي العهد وتقديمه للعزاء وقفة رجال يتسمون بالتواضع، وقفة لا أستطيع أن أتحدث فيها بهذه السطور، ومصافحته لكل من فقد عزيزاً عليه هي بحد ذاتها قد خففت الكثير عنهم (حفظك الله وسدد خطاك). دعوة: نسأل الله العلي العظيم أن يرحم ويتقبل شهيدا الواجب، ويصبر أهالي الأطفال الذين أصبحوا من عصافير الجنة، ونسأله سبحانه أن يحفظ هذه الأرض الطيبة، ويحفظ كل مواطن عليها ومقيم.