20 سبتمبر 2025

تسجيل

جماعة الإخوان.. بين التفجير والإلحاد

02 مايو 2017

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); لا أظن أن هناك جماعة أو حزبا أو تيارا تعرض للهجوم والطعن والافتراء عليه، كما تعرضت له جماعة الإخوان المسلمين.لدرجة أن البعض جعلها شرا من اليهود والنصارى، وآخرين اعتبروها وراء كل مصيبة وبلاء.ولو وقع حادث قطار، أو حريق في مصنع، أو غرقت مدينة بسبب السيول لقالوا إن السبب هم الإخوان!! لا يظن القارئ أنني أورد هذا الكلام من الخيال، أبدا، وإنما لو تابع أي شخص وسائل الإعلام أو وسائل التواصل الاجتماعي لتبين له حقيقة ما نقول.عندما يقوم بعض المتطرفين بعمليات إرهابية، كتفجير مبان، أو هجوم مسلح على مدنيين، فإن أول ما يقوم به الكثير من الليبراليين وبعض أدعياء السلفية هو الإشارة بأصابع الاتهام إلى جماعة الإخوان. وحتى لو أعلنت إحدى الجماعات المتطرفة مسؤوليتها عن الحادث، فستجد تبرير أولئك المفترون باتهامهم للإخوان، هو أن من قام بالعملية قد خرج من تحت عباءة الإخوان أو أنه متأثر بفكرها!! مثال آخر عندما خرج أحد الملحدين الخليجيين على قناة الجزيرة، وطعن في الشريعة الإسلامية واتهمها بما ليس فيها، قام أحد أدعياء السلفية في الكويت - وهو للأسف دكتور جامعي - فكتب عبر حسابه في التويتر أن هناك غضبا مما قاله ذلك الملحد عن الحرية والإسلام، لكنه طبق عمليا "الحرية قبل الشريعة" التي روّج لها رؤوس الإخوان، فهل عرفتم أين حقيقة البلاء؟ وهو بذلك يغمز ويلمز برأي العلامة الدكتور القرضاوي حول هذا الموضوع.ونحن نقول لهذا المسكين ومن هم على شاكلته، نعم نحن نعرف أين تكمن حقيقة البلاء.إنها في العقول التي عشش فيها الفجور في الخصومة حتى أصبحت تظلم وتفتري وتكذب على غيرها وتتهمهم زورا وبهتانا.البلاء في العقول التي تصمت عن الظالم وتهاجم المظلوم، البلاء في النفوس المريضة التي تلتمس العذر للطاغوت المجرم، وتُدين الضحية، البلاء فيمن يصمت دهرا وينطق كفرًا.البلاء فيمن يهاجم الشعوب المسكينة التي تبحث عن الحرية، فيجعلها السبب في خراب بلادها، بدلا من مهاجمة الظلمة من أمثال طاغوت الشام.البلاء فيمن يبرر قتل مئات الضحايا الأبرياء في رابعة والنهضة، ويلتمس العذر للقاتل.البلاء فيمن يسخر ويشمت بدماء أهل غزة خلال العدوان الإسرائيلي، ويجعل حماس هي السبب في إراقتها.لقد عُرِفت جماعة الإخوان المسلمين منذ تأسيسها بالاعتدال والوسطية، وتعتبر الجماعة في الكثير من البلاد الخليجية والعربية، من أحد عوامل الاستقرار فيها، لانتهاجها الفكر المعتدل البعيد عن التكفير والتفجير، ولاتباعها أسلوب الدعوة إلى الله تعالى بالحكمة والموعظة الحسنة.