14 سبتمبر 2025

تسجيل

تنازلات الانقلابيين التي لا تنتهي

02 مايو 2014

يوما بعد يوم تتضح حجم التنازلات التي يقدمها الانقلابيون للخارج من أجل الحصول على الشرعية لسلطتهم المغتصبة من الرئيس المنتخب، في ظل استمرار صمود أحرار الشعب المصري في مواجهتهم على مدار عشرة أشهر، رغم كل المذابح والاعتقالات التي شملت عشرات الآلاف حتى الآن.رأينا هذه التنازلات مع بعض دول الخليج التي ساندت الانقلاب سياسيا وماديا من خلال إمداده بالأموال لمواجهة التردي الاقتصادي وكذلك بالتسويق السياسي. وقد تمثلت هذه التنازلات في الحصول على أراضي وثروات الشعب المصري بأبخس الأثمان وكذلك التدخل في صناعة القرار السياسي المصري.كما رأيناه مع إسرائيل التي يعلن ساستها كل يوم أنهم يعيشون أفضل أيامهم في ظل تلك السلطة الانقلابية التي تقدم لهم كل أنواع التنازلات التي لم يكونوا يحلمون بها يوما. ولعل ما يحدث في سيناء من قتل وتشريد لأبنائها على يد الجيش المصري، من أجل تفريغها من سكانها تمهيدا لتسليمها لإسرائيل لتكون حاجزا جغرافيا بينها وبين الدولة والشعب المصري، يمثل أكبر دليل على ذلك.وهناك أيضا التنازلات التي تم تقديمها لروسيا من خلال توقيع اتفاقيات تعاون عسكري تسمح لها بالحصول على امتيازات عسكرية غير مسبوقة، تجعل أراضي مصر وسماءها مفتوحة أمام القوات الروسية، فضلا عن الدور الذي لعبته السلطة الانقلابية ومازالت في القضية السورية لصالح روسيا التي تقف إلى جانب النظام هناك ضد ثورة الشعب.أما التنازلات المقدمة إلى الولايات المتحدة، فحدث عنها ولا حرج، والتي دفعت وزير خارجية الانقلابيين أحمد فهمي في زيارته الأخيرة لواشنطن، إلى التأكيد على أن العلاقة بينهما هي "علاقة زواج شرعي وليست علاقة عابرة أو علاقة ليلة واحدة". وهو تأكيد مطلق للتبعية للولايات المتحدة التي شاركت في التخطيط والتنفيذ لهذا الانقلاب.وأكد فهمي خلال لقاء له في مركز الدراسات الإستراتيجية والدولية أن الخلاف مع الرئيس مرسي "لم يكن مجرد أزمة سياسية لكنه صراع وجودي حول هوية مصر كشعب، وطبيعة مصر كمجتمع، ومستقبل مصر كأمة".وقبل أيام، وخلال لقائه مع وفد أمريكي، أكد قائد الانقلاب عبدالفتاح السيسي أنه يريد علاقات قوية مع الولايات المتحدة، مظهرا امتنانه للمساعدات التي قدمتها للجيش المصري طوال أكثر من 35 عاما، مطالبا بضرورة استمرارها.وقدم نفسه على أنه قائد في الحرب العالمية ضد الإرهاب، داعيا الولايات المتحدة إلى الاعتماد عليه في مواجهة المتشددين في المنطقة. وهو ما استجابت له واشنطن بسرعة من خلال إمداده بصفقة طائرات أباتشي من المقرر أن يتم استخدامها ضد ليبيا بحجة وجود جماعات إرهابية تهدد الأمن القومي المصري.يبدو أن هذه التنازلات لن تكون الأخيرة في طريق التنازلات الطويل الذي سلكه الانقلابيون، طالما استمرت شرعية سلطتهم مفتقدة. وهو الأمر الذي يدفع الثوار لمزيد من الصمود من أجل إسقاط هذا الانقلاب الذي يريد أن يبيع كل شيء في الوطن من أجل الاحتفاظ بسلطته وامتيازاته المسروقة من ثروات الشعب.