12 سبتمبر 2025

تسجيل

المنتفع السياسي.. الأخطبوط

02 مايو 2014

السعي وراء المكسب الشخصي سلوك غريزي من خصائص البشر ونزوعهم للطمع، وليس هناك شخص إلا ولديه أطماع ولو كان أكثر الناس نبلا، وهذا حق ذاتي لكل إنسان موجود على أرض المعمورة، وتتنوع هذه الأطماع وتكبر وتصغر حسب الطموح الذاتي للشخصية، فمنهم من يطمع بمنزل صغير يضم عائلة، ومن يطمع بقصر كبير على قول المثل "يدبك فيه الخيل"، فلا يستطيع أحد أن يقتل هذا الطموح لدى الشخص ولكن لابد ألا يتعدى هذا الطموح على حقوق الآخرين، فالأطماع أنواع فمنها المادي وطمع المنصب والوظيفية وهناك الطمع السياسي وهو أخطر الأنواع.إن الطمع السياسي على مستوى الدول يشمل الروح التوسعية عبر الجيوش، وذلك غالباً ما جلب الويل والهزيمة للطامعين، وشاهد ذلك أطماع هتلر بالتوسع وغزو بولندا واكتساح من النرويج والدنمارك واحتلال بلجيكا وهولندا ولوكسمبورج ومعظم فرنسا، وفي أقل من عام خضعت ثلاثة أرباع فرنسا للقوات الألمانية، واستمر الألمان في تقدمهم وإحراز الانتصارات المتوالية فغزوا يوغسلافيا واليونان، واتجه الجيش الألماني نحو شمال إفريقيا. امتدت أطماع هتلر بعد ذلك وتعاظمت حتى إنه قرر أن ينقض معاهدة "عدم الاعتداء" التي عقدها مع الاتحاد السوفييتي واتجه لغزو روسيا وبالفعل تمكن من فرض السيطرة الألمانية على جزء كبير من الأراضي الروسية، وبدأ في التوجه نحو العاصمة موسكو ولكن لم يتمكن الجيش الألماني من مواصلة التقدم بفعل ضغط "الجنرال ثلج" وكانت موقعة ستالينجراد أول هزيمة لجيوش هتلر، ثم توالت الهزائم وكان آخرها في موقعة العلمين.ورغم أن اطماع الدول التوسعية انتهت في قرننا هذا، إلا أنه ما زالت هناك بقية من الأطماع السياسية، خارجية كتلك التي تمثلها حالة إيران بنياتها التوسعية في دول الخليج، كما أن هناك أطماع داخلية تمثلها أطماع الأحزاب السياسية داخل الدولة، والأخطر من ذلك كله هو طمع السياسي داخل الحزب ومحاولة الانفراد وتغليب مصالحة الشخصية على مصالح الدولة، وذلك سيناريو نلحظه فيما تمر به الدول العربية بعد ثورات الربيع العربي من خلافات وقتل وتفجير خلاصتها أطماع بدأ بها المنتفعون للحصول على مكاسب على الأرض ضاربين عرض الحائط بالإنسان والطفل والمسن، وذلك بالضبط ما جعل الربيع العربي ينتقل من مرحلة الاستقرار إلى الانتحار واللعب بالنار.