15 سبتمبر 2025

تسجيل

الشامي .. 100 يوم من التحدي

02 مايو 2014

أكمل الزميل عبد الله الشامي 100 يوم من الإضراب عن الطعام في سجون الانقلابيين احتجاجا على اعتقاله بدون محاكمة، وبدون اتهام في ظروف غاية في السوء.الشامي يعبر عن التعسف والظلم والديكتاتورية وامتهان كرامة الإنسان والعداء للصحافة، وهو تعبير عن اعتقال صوت الحرية وعن استهداف الإعلام والإعلاميين من الجنرالات الانقلابيين وأشياعهم من الفلول، فهم باعتقاله واعتقال زملائه الآخرين إنما يعتقلون عيون الحقيقة، وهي العيون التي حاولوا فقأها لكي لا تنقل للعالم ما يجري، فالشامي والصحفيون المعتقلون لم يرتكبوا جرما ولا جنحة وإنما كانوا يؤدون أعمالهم ، فالشامي وزملاؤه في قناة الجزيرة الإنجليزية محمد فهمي وباهر محمد وبيتر غريستي هم الضمير الحي لنقل وقائع يجب أن يراها العالم.هذا الصحفي الهمام المعتقل في سجون الجنرالات والفلول المصريين عبر عما يجري معه داخل السجن، ولن يستطيع أحد أن يصف الوضع كما يصفه هو، فكما يقول المثل فإن "من يعد العصي ليس كمن يأكلها"، ومن هنا فإنني أنقل تعبيرات الشامي لوصف الوضع في سجنه: "مجتمع السجن لا يختلف عن الخارج كثيرا.. هو صورة مما عليه المجتمع خارج الأسوار.. ربما يتساوى الناس في النوم على ذات الأرضية، لكن الحال في المعاملة ليس سواء للكل. يطلق على الناس هنا إما سياسيا أو جنائيا.. والألوان بين أبيض في الغالب و أزرق لمن هو محكوم عليه وأحمر في قضايا الإعدام .. سجن الاستقبال في طرة عنابر أربعة أ ، ب ، ج ، د. الأخيران كلاهما من المعتقلين من قضايا سياسية بدءا من أحداث الثلاثين من يونيو ومرورا برمسيس ورابعة ومسجد الفتح و 6 أكتوبر وقضايا أخرى لم تأخذ حقها كأحداث ماسبيرو والسفارة الأمريكية. كذلك فالعديد من أبناء سيناء بعضهم منذ سنين يقبعون هناك.في الزيارة الأسبوعية يظهر جليا الفرق الطبقي إن صحت تسميته بذلك حيث يقف العشرات من المساجين الجنائيين على الباب ممنيين النفس بحمل أغراضك مقابل علبة سجائر أو كيس سكر أو بعض من الطعام.لا أخرج من غرفتي كثيرا وصحتي لا تحتمل ذلك، وأقضي الوقت إما في الجلوس مع أصدقاء جدد عرفتهم في هذه الرحلة و آخرين من زملاء المهنة جمعتنا الأحداث معا.هل أحس بالجوع؟ هل أقوى على الاستمرار مع أصناف الطعام من كل بقاع مصر الواردة كل يوم على المكان؟ أنا شخصية عنيدة بطبعي فيما يتعلق بإصراري على تحقيق أهدافي، واستطعت بفضل الله تطويع روحي وجسدي للاستمرار وسأظل على ذلك حتى اقتناص الحرية.يأتيني أحيانا بعض العساكر والمخبرين مبدين تعاطفا ومحاولين إقناعي بألا يد لهم في الأمر.. بالأمس استدعاني مأمور السجن ورئيس المباحث صباحا لكنني لم ألتق بهم إلا دقيقة نظروا فيها إلي ثم نظر كلاهما إلى الآخر متمتمين بكلمة واحدة: إنه حقا مضرب .. لقد خسر الكثير من الوزن. علمت في اليوم التالي أنهما قالا للخارج إني لست مضربا إلا عن طعام السجن وأنا لم أذقه أصلا منذ اعتقلت قبل 247 يوما.تصبح عليك مسئولية هنا بأن تحاول استكمال توثيق الحكايا للناس هنا والبقاء قدر الإمكان محافظا على وعيك وذاتك.. فالحكايا هنا من كل مدن مصر ومن كل طبقات المجتمع والكل هنا يشترك في وقوع الظلم عليهم بلا تمييز.