19 سبتمبر 2025
تسجيلالشرفاء في العالم من أقصاه إلى أقصاه يقفون اليوم إجلالا وتقديرا لشعب الجبارين من أبناء فلسطين الأبية، اعترافا بنضالهم في الدفاع بأرواحم الطاهرة عن الأرض والعرض لتقرير المصير لإقامة الدولة الفلسطينية الحرة وعاصمتها القدس الشريف والتي كانت قبل معركة 7 من أكتوبر في خبر كان بسبب تكالب الذئاب البشرية العفنة الثنائي؛ ترامب ونتنياهو والمتآمرين معهم من عليه القوم لفرض صفقة القرن الدنية وتصفية القضية إلى الأبد. ولكن شاءت الأقدار الربانية، بأن تسطر المقاومة الفلسطينية بمختلف فصائلها أروع صفحات البطولة والتضحية في سبيل تحرير مقدسات الأمة الإسلامية في ارض الرباط وعلى وجه الخصوص المسجد الأقصى أولى القبلتين وثالث الحرمين؛ فقد عبر (طوفان الأقصى) عن مرحلة جديدة في حرب تحرير فلسطين المحتلة من البحر إلى النهر، وذلك عبر الجهاد في سبيل الله لتكون كلمة الله عالية خفاقة تعانق عنان السماء بدماء الشهداء الزكية والتي تواجه بصمودها وشجاعتهم، ترسانة الأسلحة الغربية المتدفقة بلا انقطاع على العصابة الصهيونية التي تحكم ما يسمى بدولة إسرائيل وعلى وجه الخصوص الأمريكية والمتمثلة في احدث الطائرات المقاتلة والقنابل العنقودية المحرمة دوليا والتي ترمى بدون تمييز على رؤوس الأطفال والنساء والشيوخ في غزة الصامدة، ولعل استشهاد أكثر من اثنين وثلاثين ألف شهيد في قطاع غزة لوحده، وجرح ما يقارب من مائة ألف مواطن فلسطيني لهو بصمة عار في وجه الإنسانية وعلى وجه الخصوص المساندين لهذا الكيان السرطاني الذي يزعم بأن حدوده تمتد من الفرات إلى النيل لتحقيق ما يعرف بإسرائيل الكبرى حتى ولو تحقق ذلك على انقاض صهاينة العرب المطبلين لنتنياهو؛ لا شك بأن هذه التضحيات مثمنة ومقدرة لأنها تعتبر ثمن التحرير والعيش بكرامة. يبدو لي بأن علامات النصر بدأت تتجلى بوضوح من خلال الصمود الأسطوري لكتائب عز الدين القسام وسرايا القدس في الزمن العربي الرديء، فمن الواجب علينا جميعا التكاتف مع الشعب الفلسطيني، الذين يتعرضون لمحرقة القرن الحادي والعشرين من النازيين الجدد الثلاثي (نتنياهو وسموتريش وابن غفير) فهؤلاء يقودون اليوم إسرائيل وأصدقاءها إلى الدرك الأسفل من النار، إذ تخلى عنهم العالم كله بمن فيه معظم المسؤولين في الولايات المتحدة الأمريكية نفسها حليفة إسرائيل، فماذا ينتظر بعض العرب الذين ما زالوا يعتقدون بأن هذه العصابة المجرمة سوف توفر لهم الأمن والحماية من الأعداء في الوقت الذي تعجز إسرائيل عن حماية نفسها؟ كان الأسبوع الماضي حافلا بالمواقف الدولية والشعبية المناصرة لفلسطين عبر العالم، ففي مجلس الأمن أجبرت الولايات المتحدة على التخلي عن مسودة قرار يدين (طوفان الأقصى) وبدلا من ذلك نجحت الجزائر ومن خلفها روسيا والصين من صياغة واستصدار قرار أممي من مجلس الأمن يدعو إلى وقف لإطلاق النار في غزة لأول مرة منذ العدوان الإسرائيلي الأخير. صحيح أن إسرائيل لم تلتزم بالقرار ولكن يشكل ذلك بداية لإجماع دولي نحو عزل إسرائيل ووضعها في الزاوية لكون هذا الكيان يستمد وجوده وشرعيته التي أصبحت الآن على المحك من القرار الأممي رقم 181 والذي يقضي بتقسيم فلسطين إلى دولتين عربية ويهودية سنة 1947م. كما كانت الرسالة الثانية التي أغضبت إسرائيل وهزت العالم الحر؛ تقرير مقررة الأمم المتحدة الخاصة لحقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية (فرانشيسكا ألبانيزي) الإيطالية الجنسية التي أكدت بما لا يكون فيه مجال للشك بأن إسرائيل ارتكبت العديد من أعمال الإبادة وصولا إلى التطهير العرقي في غزة، مما ترتب على هذه الجريمة المكتملة الأركان بحق الإنسانية تعرضها لتهديد بالقتل من هذا الكيان الغاصب لأرض فلسطين ردا على قيامها بواجبها.