14 سبتمبر 2025
تسجيلالإنسان الناجح المتطور الطموح يضع خططًا واضحة لكل مرحلة في حياته، خططًا مبنيَّة على أسس مدروسة جيدًا؛ لأنه يعلم أن طريق النجاح والتقدُّم يحتاج إلى تخطيط مسبق، ولا تدار الحياة بشكل عشوائي فوضوي، هذه البداية التي ينبغي أن نتفق عليها ثم ننتقل إلى النقطة التالية، وهي من الأهميَّة بمكان، وهي حب الشخص ذاته كما هي، فما أجمل أن يكون الشخص متصالحًا مع نفسه، يعرف مميزاتها وعيوبها، يلمس مَواطن القوة فيها ونقاط ضعفها كذلك فيسهل عليه تقويمها وإصلاحها. وفي هذه الأجواء الرمضانيَّة، ترتفع الهمم، ونجد في أنفسنا إقبالًا على الطاعات ونشاطًا في العبادة، فلا بُدَّ من اقتناص هذه اللحظة.. فقد ذكر ابن القيم في مدارج السالكين أن عمر - رضي الله عنه وأرضاه - قال: «إن لهذه القلوب إقبالًا وإدبارًا، فإذا أقبلت فخذوها بالنوافل، وإن أدبرت فألزِموها الفرائض». وعن علي بن أبي طالب - رضي الله عنه – قوله: «إذا هبَّت رياحُك فاغتنمها». فإذا اقتنصت هذه الفرصة الثمينة وبدأت في تعديل مسار حياتك والعمل على إصلاح نفسك ومعالجة عيوبك وتطوير مميزاتك، هنا قد تقابلك المعوقات في أول الطريق، وتتمثَّل في نظرة الناس إليك والتعرُّض للانتقادات أحيانًا أو التطفُّل أو غير ذلك من السلوكيات المزعجة. فأوصيك في هذه اللحظة بألَّا تلتفت لمثل هذه الأمور، وألَّا تشغل نفسك بالآخرين ولا بآرائهم، ما دمتَ قد سلكت الطريق الصحيح المناسب لك ودرست الأمر وخطَّطت له بعناية وتوكلت على ربك فامضِ ودعك من الآخرين. وأجواء رمضان مهيَّأة للعمل على إصلاح نفسك إصلاحًا متكاملًا على المستوى الشخصي والأسري والوظيفي والاجتماعي، ويمكنك أن تجعل من نفسك نموذجًا مميزًا في كل شيء، تحب الخير للجميع وتحمل بداخلك الود والحب لكل من حولك وتحرص دائمًا على أن تكون قدوة صالحة تفعل الخير وتبتغي وجه الله، لا تنظر هل هذا المعروف صادَف أهله أو غير أهله. وقد جاء في الأثر: «اصنع المعروف في أهله وفي غير أهله، فإن أصبت أهله فهم أهله، وإن لم تُصِب أهله فأنت أهله». إنَّ توقُّع النجاح والفشل ميزان النفس السويَّة؛ فكل خطَّة لها نسبة نجاح، ومحتمل لها نسبة فشل، أمر طبيعي جدًّا. ولا بُدَّ أن تعلم أن الفشل جاء بسبب خطأٍ ما، والخطأ أول طريق التعلُّم في دروب الحياة، فهل رأيت متعلمًا في أي مجال لم يخطئ قط؟ هذا مستحيل، فالتعلُّم من الأخطاء بوَّابة العبور إلى النجاح.. فإياك وجلد ذاتك أو احتقار نفسك ونعتها بالفشل والانتكاس وغير ذلك من الأوصاف المدمِّرة، بل عليك إنصاف نفسك وعدم التحامل عليها. اللهم إنا نسألك الصلاح والهداية ونور البصائر إلى طريق النجاة، واكتب اللهم لنا الفلاح في الدنيا والآخرة.. اللهم آمين.