19 سبتمبر 2025
تسجيلنحمد الله صاحب الفضل والمنة أن بلغنا هذه الأيام العظيمة المباركة والتي نستهل بها الأيام المباركة التي تصل بنا بحول الله وقوته إلى شهر رمضان المبارك شهر المسلمين الأعظم. والتي تبدأ بشهر رجب إذا أردفناها بشعبان ومن بعده رمضان. أو تنتهي به وأعني هنا الأشهر الحرم أي أن رجب هو آخر الأشهر الأربعة كما جاء في حديث أبي بكرة رضي الله عنه، عن النّبي - صلّى الله عليه وسلّم - قال:" إنَّ الزمانَ قد استدار كهيئتِه يومَ خلق اللهُ السّمواتِ والأرضَ، السّنةُ اثنا عشرَ شهرًا، منها أربعةٌ حُرُمٌ، ثلاثةٌ مُتوالياتٌ ذو القعدةِ، وذو الحجّةِ، والمحرّمِ، ورجبُ مضرَ الذي بين جمادى وشعبانَ". وقد قيل في كتب التراث أن شهر رجب سمّي رجب لأنّ العرب كانوا يتركون القتال في هذا الشهر، ومعنى رجب أي الشّيء المعظّم أو أنه ذو الهيبة. وهنا أود أن الفت الإنبتاه إلى شيئين مهمين كما قرأت من كلام العلمائ الأجلاء أن فضل شهر رجب لكونه أحد الأشهر الحرم كما يقول رب العالمين في سورة التوبة فقال الله تعالى عنهم:" إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَات وَالأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ " ،والتي من خصائصها : -تحريم القتال فيها؛ قال تعالى: { سْأَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ ۖ قُلْ قِتَالٌ فِيهِ كَبِيرٌ ۖ } [البقرة:217]، ولكن ذهب جماهير أهل العلم إلى نسخ هذا الحكم وجواز القتال، ولهم في ذلك أدلة لا تسلم من مقال، وذهب بعض أهل العلم ومنهم عطاء -رحمه الله- إلى أن الآية محكمة، وأن تحريم القتال باقِ غير منسوخ، لكن سبق القول إن العمل على خلافه. 2- تحريم الظلم فيها، وإليه يشير قوله تعالى: { فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنفُسَكُمْ } [التوبة: 36] على أن أهل العلم اختلفوا في عود الضمير في قوله: "فيهن" فقال بعضهم: الضمير يعود على خصوص الأربعة الحرم، وقال بعضهم: إنه عائد على كل الأشهر، وإنما نص الله تعالى على الأربعة لزيادة شرفها وفضلها، وبكل حال فالآية دالة على تحريم الظلم في الأشهر الحرم. والنقطة الثانية المهمة هو اقتران هذا الشهر الكريم بعدة بدع يمارسها بعض المسلمين لم تصح عن النبي صلى الله عليه وسلم أو صحابته الكرام مثل وجوب ما يسمى بصلاة الرغائب أو تعظيم يوم الإسراء والمعراج إن صح ثبوته في تاريخ الـ 27 من رجب ، حيث لم يثبت أن النبي أو صحابته فعلوا به شيئا مختلفا أو مثل اتخاذ رجب عيدا للذبح مخصوص، وغيره من المظاهر التي تميزه عن غيره من الشهور رغم أن الذبح مباح في أي وقت ولكن ما كره العلماء هو تخصيص أيام معينة يكررها بعض الناس كل عام حتى إنها باتت مناسبات بدعية. ومن الأمور الخاطئة التي اقترنت برجب اقترانه بصيام أو اعتكاف مخصوص ولم يصح في فضل صوم رجب بخصوصه شيء عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ولا عن أصحابه وكذلك الاعتكاف فيه وإن كانا أيضا مباحان في أي وقت ولكن ما نعنيه التخصيص البدعي. وأخيراً هذا لا يمنع أنها أيام الله عز وجل وكل أيام الله خير و يجب أن تغتنم فيه بالطاعة والعبادة لأننا لا ندري متى نلقى وجه ربنا الكريم وعلى خاتمه يكون ذلك ، ونسأل الله أن يبلغنا رمضان نحن وإياكم أجمعين وسلامتكم. [email protected]