11 سبتمبر 2025
تسجيلالتصريح الأخير لوزير الخارجية الأمريكي، جون كيري، حول توافق أمريكي/روسي مزعوم لترحيل رئيس النظام السوري بشار الأسد لدولة ثالثة في مرحلة معينة كثمن واجب الدفع لإنهاء الكارثة السورية، هل يمثل مصداقية حقيقية لخطة دولية معينة تحاول الدول الكواسر تطبيقها في سوريا بالتدريج، أم أنه مجرد بالون اختبار يطلق في الهواء لقياس ردود الأفعال، بينما الأوضاع تتجه نحو مسارات أخرى ومختلفة!، فالجهد العسكري الروسي في سوريا يتطور نحو نهايات متوحشة وعدوانية من خلال المشاركة الميدانية الروسية للمستشارين العسكريين وقوات النخبة الخاصة وسلاح الجو الروسي في قضم مناطق المعارضة السورية المسلحة وتحسين الموقف التفاوضي للنظام، والعمل الحثيث بالتعاون مع حلفاء النظام السوري الآخرين، كالنظام الإيراني ومجاميع العصابات الطائفية المسلحة الإرهابية التابعة لحزب حسن نصر الله الإرهابي وجماعات الحشد الطائفي العراقية التي تعتبر المعركة في الشام معركتها الخاصة للحفاظ على القلاع المتقدمة لمراكز النفوذ الإيرانية في الشرق.وقائع إدارة أحوال الصراع السوري منذ ستينيات القرن الماضي لا تدعم أبدًا أي إمكانية لأن يترجل النظام الحاكم عن صهوة القيادة!، وبالتالي فإن أي حديث محلي أو عربي أو دولي عن إمكانية رحيل بشار أسد عن السلطة طوعا وسلما ووفق عملية سياسية معينة هو حديث خرافة لا يعتد به أصلا ولا يمكن أن يكون منطلقا لأية تصورات واحتمالات مستقبلية قريبة، لقد ورث بشار نظام عائلي ذو جذور طائفية وتحالفات إقليمية قوية وراسخة تعززت وتجذرت أساساتها منذ أربعة عقود، كما أن تحالفاته الخاصة والاستخبارية مع الكتلة الشيوعية السابقة ووريثتها المافيوزية الروسية الحالية لا تسمح بأي اختراق لتلك المنظومة المتشابكة، وقد تصرف بشار أسد بموجب تلك القناعات مؤخرا وأطلق سلسلة من التصريحات المثيرة للسخرية حول تعديلات دستورية وعملية سياسية وهمية، مصورا نفسه ونظامه على كونه المنقذ للشعب السوري!، رغم أن المآسي الجارية على الأرض السورية منذ مارس 2011 قد فاقت مجازر المغول في بلاد الشام؟، وإن حجم الخراب الهائل الذي تسبب به بشار وعصابته لا يمكن التعامل معه إلا من خلال محاكم دولية مختصة بملفات الإبادة البشرية!، بشار لا يخجل أبدًا بعد خمسة أعوام من التدمير الممنهج ومن مصارع مئات الآلاف من السوريين تحت تعذيب أجهزة المخابرات السورية من الحديث عن تشكيل حكومة جديدة تحت قيادته وكتابة دستور جديد بدلا من ذلك الذي كتب على مقاسات حذائه عام 2000 وأصبح بموجبه الرئيس الوريث للدكتاتور الراحل حافظ أسد في جمهورية الوراثة لعصابات الصمود والتصدي والتوازن الإستراتيجي الذي عبر عن نفسه وهويته خير تعبير من خلال استعمال أسلحة الصمود المزعوم من صواريخ وأسلحة كيمياوية وبراميل قذرة بأجساد السوريين!، لاشك إن بشار في دعواته الإصلاحية يريد أن يضيف لألقابه لقب بطل التدمير.. والسلام الملغوم أيضا!، في محاولة بائسة ويائسة للضحك على التاريخ وعلى حتميته المتمثلة في انهيار الطغاة وتحويلهم لمزبلة التاريخ، فلا يوجد أي طرف وطني سوري حقيقي مستعد للمشاركة في إعادة إنتاج وتسويق النظام وصناعة مهزلة تاريخية كما أن النظام ووفقا لما هو معروف عنه وعن طبيعته لا يمكن له أبدًا التنازل للإرادة الشعبية أو الخضوع لرأي الجماهير. نظام بهذه الوحشية والفظاظة والإرهاب لا يمكن له أن يغير جلده ويتحول لحمل وديع ولديمقراطي مسالم!، فمن شب على شيء شاب عليه، ونظام بشار يمثل آخر معاقل الاستبداد الفئوي العسكري الكريه، وقد حانت نهايته مهما امتلك من قوة دعم دولي وإقليمي، فالشعوب الحرة في نهاية المسار هي من تقرر مستقبلها وليس الطغاة التافهون الحالمون بإعادة التأهيل!.