12 سبتمبر 2025

تسجيل

بكاء زمن الشباب..

02 أبريل 2016

* لم يسهب شعراء العرب كما أسهبوا في بكاء عهد الشباب وما حوى من حيوية وقوة وفتوة، ولنقف مع الشاعر العراقي عبدالغفار الأخرس وهو يتوجع على زمن الصبا والشباب:فيا زمن الصِّبا، هل من رجوعويا عهد الشباب متى تعود؟سلام الله أحبابي عليكمإلى بغداد يحملها البريدُيهيّج لوعتي وجد طريفلكم ويشوقني وجد تليدُفهل أخبرتم أني بحاليساء بها من الناس الحسود؟وقوله:من معيدٌ ليَ أياماً مضتكان فيها الغيّ لو أنصفت رشدا؟أهصر الغصن إذا ما كان قدّاًوأشمّ الورد إذ ما كان خدّاكم أهاج الشوق من وجد بهاكلما جدده الذكر استجدّاوجرى دمعي من الوجد فمايملك الطرف لجاري الدمع ردّاوقوله يتحسر على الشباب:ذهبت لذاذاتُ الصِّبا وتصرّمتأوقات أنسك في الزمان الغابروإذا امرؤ فقد الشباب فما لهفي اللهو بعد مشيبه من عاذرولقد أقول لطامع برجوعهاكيف اقتناصك للغزال النافر؟* وهذا الشاعر خليل مطران الذي زاره الشيب قبل أوانه فقال:ما ذاكَ في الرأس بِشَيْبٍ يُرَىذَاكَ ابتسامٌ من مُضئ الحِجَىكَمْ في جهات القطب من مَوْضِعٍيُرَى به الفَجْرُ أَوَانَ الدُّجَى؟* أما الشاعر ناجي القشطيني فيقول عن شبابه:شيئان مرّا بي كلمح البصرعهد شبابي وجمال الصُّوَرِأما شبابي فهو ما يؤسفنيمضى وما خَلَّفَ غير العبر* وهذا الشاعر جميل بثينة الذي قال عن ريعان الشباب:ألا ليتَ ريعانَ الشَّبابِ جديدُودَهراً تولّى، يا بُثَيْنَ، يعودُفنبقى كما كنا نكون، وأنتمُقريبٌ، وإذ ما تبذلين زهيدُوما أنسَ، مِ الأشياءِ، لا أَنْسَ قَوْلَهاوقد قُرِّبَتْ نَضْوِي: أَمِصْرَ تُريدُ؟* أما الشاعر ابن معصوم فقد قال ودع الشباب قائلاً:فيا عصر الصِّبا والأنسُ بادٍسقاكَ الغيثُ عارضُهُ رُكامُويا عصرَ الشباب عليك منِّيمدى الدَّهر التحيةُ والسلام* وقال ابن سارة الأندلسي عن الشيب وكبر السن:يا من يصيخ إلى داعي السقاة وقدنادى به الناعيان: الشيبُ والكِبَرُإن كنت لا تسمع الذكرى ففيم ثوىفي رأسك الواعيان: السمع والبصرُليس الأصم ولا الأعمى سوى رجللم يهده الهاديان: العين والأثرَلا الدهر يبقى ولا الدنيا ولا الفلكالأعلى ولا النيّران: الشمس والقمر* والشاعر إسماعيل صبري تذكر شبابه عندما رأى إحدى الحسناوات فقال:تُمسي تُذكّرنا الشبابَ وعهدَهُحَسناء مُرهَفةُ القوامِ، فنذكرُهَيفاءُ أسكَرَها الجمالُ، وبعضُ ماأَوفَى على قدر الكفاية يُسكِرُتَثِبُ القُلوبُ إلى الرؤوس إذا بدتوتُطِلُّ من حَدَقِ العُيونِ وتنظرُوتبيتُ تكفرُ بالنُّحورِ قلائدٌفإذا دنَت من نَحرها تستغفِرُويَزيدُ في فَمِها اللآلئُ قِيمةًحتّى يَسودَ كَبيرَهنَّ الأَصغرُوسلامتكم...