11 سبتمبر 2025

تسجيل

بحثا عن "الأبجدية الأولى"

02 أبريل 2015

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); هل يمكن تصور حضارة الإنسان من دون أبجدية؟ إن معظم ما نكتبه اليوم يصعب جدا أن نتصور كتابته بالإشارات التصويرية البدائية، أو ما يسمى "الريبص" وهو تلك الكتابة التي تعتمد على صور الطبيعة كالحيوانات والطيور، كالخط الهيروغليفي، وكانت قدرتها على التعبير محصورة بالمعاني المادية المباشرة، وهي دائرة ضيقة غادرتها لغتنا منذ أمد بعيد.يقول "ابن جني" في "الخصائص" – جـ2 – ص 447: "اعلم أن أكثر اللغة مع تأمله مجاز لا حقيقة، وذلك عامة الأفعال، نحو قام زيد، وقعد عمرو، وانطلق بشر، وجاء الصيف وانهزم الشتاء. ألا ترى أن الفعل يفاد منه معنى الجنسية، فقولك: قام زيد، معناه: كان منه القيام أي هذا الجنس من الفعل، ومعلوم أنه لم يكن منه جميع القيام، وكيف يكون ذلك وهو جنس والجنس يطبق جميع الماضي وجميع الحاضر وجميع الآتي الكائنات من كل من وجد منه القيام. ومعلوم أنه لا يجتمع لإنسان واحد في وقت واحد ولا في مئة ألف سنة مضاعفة القيام كله الداخل تحت الوهم، هذا محال عند كل ذي لب"."الأبجدية الأولى" إذا هي تلك الكتابة التي انقطعت صلة حروفها بصور الطبيعة، لتخرج من دائرة "الريبص" إلى ما يسمى "الإيديوجراف" وعنها يقول الباحث "فراس السواح" في مقال نشره في مجلة "الصدى" الإماراتية (السنة الرابعة – العدد 203 – 16 من فبراير 2003م – ص 147): "أثمرت التجارب المبكرة في حقل الأبجدية عن ظهور أبجديتين رائدتين هما: الأبجدية السينائية التي عثر على نماذج منها في وسط جزيرة سيناء، والأبجدية الأوغاريتية التي ظهرت في مدينة أوغاريت حاضرة الساحل السورى الشهيرة. وتعود نماذج الأبجدية السينائية إلى الفترة ما بين 1650 و1550 ق. م."ويضيف فراس السواح: "على أن اكتشافاً جديداً قرب الأقصر فى جنوب مصر قد دفع اكتشاف الأبجدية عدة قرون إلى الوراء. ففي منطقة وادي الهول عثرت بعثة أثرية أمريكية منذ أكثر من عامين على نقوش كتابية أبجدية محفورة في الصخر قرب طريق قديم كانت تسلكه الحملات العسكرية المصرية، وهي تشبه إلى حد بعيد الكتابة السينائية والفينيقية. وقد أرجع عالم اللغات القديمة كايل ماك كارتر، الأستاذ بجامعة هوبكنز، تاريخ النقوش إلى حوالي عام 1800 ق. م. على أقل تقدير".