31 أكتوبر 2025
تسجيلمن قال بأن الرياضة والسياسة منفصلان، ومن قال بأنهما لا يلتقيان أبدا، مهما كان صاحب المقولات السابقة، فإننا نقول له ها هم مجلس الشيوخ الأميركي يشحذون قواهم، ويبعثون برسالة إلى "الفيفا" يحثونه فيها على نقل كأس العالم 2018 من روسيا بسبب دورها في الأزمة الحالية في أوكرانيا، ويناشد "الفيفا" وبقوة على نقل البطولة وتغيير مكان إقامتها.وبغض النظر عن الوضع السياسي الحالي في بلاد بوتين وما جاورها من بلدان، فإننا لا نتمنى أبدا أن يتم خلط السياسة بالرياضة، وأن لا يكون للدور السياسي أي تأثير على قرارات "الفيفا" وخططها التنظيمية المختلفة، فعندما يكون الباب المغلق مواربا قليلا لتدخل منه التدخلات السياسية المختلفة في عالم الرياضة، فنحن نقول على الرياضة السلام، وعندما يكون المجال متاحا لكي يختلط الاثنان معا، فإن المزيج غالبا لا يكون مستساغا أبدا ولا يجد القبول من أي طرف، بل على العكس تفقد الرياضة جمالها وبريقها، وتصبح أداة في يد السياسيين، في هذا التوقيت بالذات تفقد الاستمتاع بها وبكل عناصر المتعة من خلالها.قبل فترة كانت هناك أصوات من قبل بعض الساسة بمقاطعة مونديال روسيا، ولكن "الفيفا" طالب وفي بيان حاسم بعدم مزج السياسة بالرياضة، وهو حديث لم تمر عليه أيام، وحاليا فإن مجلس الشيوخ يلقي بثقله على "الفيفا" لكي يؤثر على قرار التصويت لاستضافة روسيا للمونديال القادم، وبالطبع فإن "الفيفا" حتى الآن لم يعلن رسميا عن أي ردة فعل تجاه الخطاب الذي حمل توقيع شخصيات مؤثرة في مجلس الشيوخ الأميركي، فهل يتجاوز "الفيفا" ذلك أم أن شيوخ أميركا سيكون لهم تأثير على الاتحاد الرياضي الكروي الأول في العالم.عموما لو شطحنا بخيالنا قليلا كما يقولون، وتخيلنا حال مونديال العالم في روسيا بعد ثلاث سنين من الآن، لو استمر العالم في غليانه السياسي كما هو الآن، فكيف سيكون موقف المشاركين والمنتخبات من المونديال في ذلك الوقت في حال استمر تدخل الساسة في شئون الرياضة، هل تخيلتم معي كيف ستكون الصورة قاتمة، والمشهد عسيرا على التخيل، أبقوا السياسة بعيدا عن الرياضة دوما، من أجل أن لا تقتلوا المتعة وجمال الكرة.