15 أكتوبر 2025

تسجيل

الرئيس العراقي بين (برلين) و(السليمانية)

02 أبريل 2014

تقول الأخبار والروايات المتواترة والتي كان آخرها عن طريق النائبة صفية السهيل بأن الرئيس العراقي الغائب والذي خرج ولم يعد منذ سنوات بعد معركته اللفظية مع نوري المالكي والتي كان من نتيجتها إصابة الرئيس جلال طالباني بسكتة دماغية بسبب أمراض الشيخوخة من سكر وضغط وغيرها ومن ثَمَّ نقله للمشافي الألمانية وانقطاع أخباره بشكل شبه نهائي حتى تحولت حالته الصحية لأخطر سر في بلد مضطرب ونازف ليس فيه أسرار!، خصوصا أن منصب الرئاسة، وإن كانت سلطاته الدستورية محدودة ومقيدة كثيرا، إلا أنه في المفهوم الاعتباري والنفسي والسيادي مهم كثيرا، خصوصا أن هنالك العديد من الأعباء والمستلزمات لا يمكن أن يقوم بها سوى الرئيس والذي هو بمثابة الحكم بين الأطراف العراقية المتصارعة، فبعد استقالة النائب الرئاسي عادل عبد المهدي وتشريد النائب طارق الهاشمي عبر تلفيق تهم الإرهاب له لم يبق من يقوم بأعباء المنصب الرئاسي سوى الملا (خضير الخزاعي)! والذي هو من نفس فصيلة رئيس الوزراء نوري المالكي باعتباره الزعيم للفرع الآخر من حزب الدعوة والأشد ارتباطا بالمرجعية الإيرانية السياسية وهو (حزب الدعوة / تنظيم العراق)!! وبهذا فقد افتقد التوازن المطلوب وتحولت الأحزاب الإيرانية لتكون مهيمنة على الحالة العراقية بالكامل، صحيح أن للسيد جلال طالباني علاقات وثيقة مع نظامي طهران ودمشق منذ أيام المعارضة، فحزبه (الاتحاد الوطني الكردستاني) كان قد تأسس في دمشق عام 1976 بعد انشقاق طالباني عن حزب بارزاني (الديمقراطي الكردستاني) وقيام الملا مصطفى البارزاني بإهدار دم طالباني، وصحيح أيضا أن تسلح الحزب خلال أيام الحرب العراقية / الإيرانية كان يتم من طهران، إلا أن للرجل مواصفات قيادية وشخصية وسياسية لا تتوفر لدى جميع الطبقة السياسية الراهنة التعبانة في العراق، فالسيد طالباني شخصية دولية مرموقة وله علاقات واسعة مع منظمة الاشتراكية الدولية التي تضم أحزابا عريقة في أوروبا الغربية من النمسا وألمانيا والسويد والنرويج وحتى إسرائيل (حزب العمل).. وغيرها، ثم إن الرجل معروف في ساحة العمل السياسي في العراق منذ خمسينيات القرن الماضي وكان صديقا لجمال عبد الناصر ولعدد كبير من القادة العرب والدوليين، بينما بقية الطبقة السياسية العراقية الراهنة لا يعرفها أحد إلا في أسواق طهران وقم والحجيرة بريف دمشق!! ومعظمهم إمعات لا يتقنون شيئا سوى التهريب والتزوير وأولهم كبيرهم الذي علمهم الدجل والسحر نوري أفندي المالكي، أما الملا خضير الخزاعي فقد كان بائسا متشردا في منطقة (دولت آباد) جنوب طهران قبل أن يطلب اللجوء لكندا ويعيش هناك في حسينية بائسة!! ثم فجأة لعبت لعبة الأمم لعبتها الشهيرة وحولت أحذية المارينز جمع البائسين والمفلسين لقادة وزعماء!، المهم أن العراق وهو يعيش ظروف الفوضى الدموية المهلكة وتصاعد النزاعات الطائفية ووصولها لدرجات خطيرة ومؤلمة كما يحصل في الفلوجة غربا وفي ديالى شرقا ويتهيأ لانتخابات ملغومة يعيش من دون رئيس جمهورية في حالة نادرة لم تعشها أي أمة من أمم الأرض الحية، فالأخبار تقول بأن الرئيس المختفي وهو في غيبته الصغرى تكلم قليلا وطلب العودة للسليمانية معقله الرئيسي وحصنه الانتخابي إلا أن المحيطين به لم ينفذوا تعليماته أو يلتزموا برغبته!! بل ظل الغموض سيد الموقف، ولا أحد يعرف هل سيبقى الرئيس في برلين أم سيعود للسليمانية؟!!.