23 سبتمبر 2025
تسجيلليسمح لي القارئ الكريم أن أصف له هذا الموقف الطريف الذي حدث معي بالذات، والمواقف التي أذكرها كثيرة ولكن لا أريد أن أضيع الفرصة على القراء الكرام وأترك المجال مفتوحا لهم للمساهمة في زاوية "موقف حصل لك" والتي اضعها في هذه الصفحة حسب ما يصلني منهم من مواقف ولكن استوقفني موقف حصل لي في يوم 1/4/1995..وبما يسمى بكذبة أبريل.. فكنت لا اعترف بهذه الكذبة نهائيا ولا أحب أن يمازحني أحد بها ولا أرضى أن يتناقلها الأصدقاء فيما بينهم لأنها مهما تكن فهي كذبة ولا يجوز تناقلها كما يفعل الغرب وغيرهم. وما حدث لي هو شيء عجيب فعلا وهو ما دعاني إلى أن أرويه لكم: في ليلة 1/4/1995 سافرت مع زملائي في العمل إلى الولايات المتحدة الأمريكية مرورا بانجلترا ووصلنا مطار هيثرو بلندن صباح يوم 1/4/1995 وتردد في بالي هذا الموضوع الذي أكرهه تماما وقبل أن نختم الجوازات ونحن بانتظار دورنا قلت لزملائي هل تعلمون أن كل حقائبكم ذهبت مباشرة إلى أمريكا (حيث إننا كنا نود المكوث في لندن يومين أو ثلاثة ثم نتابع سفرنا إلى أمريكا) فاستفسروا كيف تم ذلك فقلت لهم بحكم انني رئيس الوفد فطلبت ارسالها إلى أمريكا مباشرة لأنني قلت انكم لن تستخدموها في لندن.. ما عدا حقيبتي طلبت ان آخذها معي في لندن لحاجتي إليها. فتضايق الزملاء كثيرا واستاؤوا من هذا الصباح السيئ وابدوا انزعاجهم لي.. فلماذا لم آخذ رأيهم.. ولماذا.. ولماذا.. إلخ. فطبعا هذه كذبة والعياذ بالله كنت أود أن أمازحهم بها وبعد ان انتهينا من الجوازات، ذهبوا معي إلى مكان الحقائب لأخذ حقيبتي بعد ان سلموا امرهم لله وظنوا ان حقائبهم لن تصل، فكانت المفاجأة، بأن جميع حقائب الزملاء وصلت كاملة بدون نقصان إلا حقيبتي لم تصل..!! وإلى هذا اليوم لم أر حقيبتي نهائياً. وظللت في حسرة من أمري وزملائي يضحكون ملء أفواههم على هذا الموقف العجيب. فلعنت كذبة أبريل وما بها من إساءة وعرفت أن الله جزاني على هذه الكذبة.. التي قصدت بها الطرفة والترفيه خاصة ونحن في سفر.. ولكن الكذب كذب مهما يكون وتذكرت حديث الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم بما معناه وهو "لا تكذب حتى ولو كنت مازحا"، فعلا تعلمت درسا لن أنساه وأتمنى أن يأخذ الجميع عبرة من هذا الموقف ولا مبرر لما يتناوله البعض هذه الأيام بما يسمى كذبة ابريل. وأرجو أن أوضح كما أفادني رجال الطيران في أمريكا حينما كنت اسأل عن حقيبتي هناك وكنت أقول لهم انها جديدة جدا ومن النوع الغالي ولأول مرة استخدمها كانوا يقولون لي انه من الخطأ جدا أن يأخذ المسافر معه حقيبة من النوع الغالي والفاخر لأنها أولا مدعاة للسرقة، ثانيا انظر إلى الحقائب كيف ترمى من مكان إلى آخر هذا بعد أن أدخلوني إلى مكان مرور الحقائب، فهذه نصيحة لكل مسافر أن يأخذ حقيبة عادية للسفر ولا يغالي بها لأي سبب كان وبالفعل اشتريت حقيبة جديدة بسعر 50 دولاراً فقط واشتريت ملابس جديدة بعد أن فقدت كل ملابسي دفعة واحدة في الوقت الذي كنت احتاج إليها بشكل عاجل وضروري. انتهى الموقف وشكرا لكم أعزائي القراء وأتمنى موافاتي بما يجود لديكم من مواقف لإثراء زاوية المواقف مع الشكر الجزيل.