13 سبتمبر 2025

تسجيل

هي لنا ونحن لها!

02 مارس 2015

لم أجد أفضل من الكتابة في هذا الموضوع؛ تعقيباً على زيارة وفد الفيفا الدولي المشرف على استعدادات قطر المستضيفة لمونديال 2022 للدوحة، وتأكيده على أن المونديال المرتقب، الذي لن يخرج عن حدود قطر البرية والمائية والجوية بإذن الله، يمكن أن يقام في نوفمبر أو ديسمبر من عام الاستضافة، ولكن قبل ذلك لنعد بالذاكرة إلى خمس سنين ماضية، وتحديداً بعد أن تم الإعلان رسمياً عن فوز دولة قطر باستضافة كأس العالم 2022!.. فعندما فزنا بتنظيم كأس العالم وعمت الأفراح أرجاء الوطن العربي والشرق الأوسط، كنا نتوقع صراحة أن تكون هناك أحقاد خفية وظاهرة وأن تـُستل بعض الأقلام من غمدها للتقليل من حجم هذا النجاح وإعطاء أبعاد وتفاسير له، تدخل ضمن (المخططات الاستعمارية لإسرائيل وأمريكا بالمنطقة، بعد إعلان قطر الدولة المستضيفة لكأس العالم 2022!.. وأنا حقيقة لست في محل هجوم على هذه الأقلام كما أنني لست في محل دفاع، فهذه الأحبار ليست بذاك التأثير الذي يجعلني أهاجمها وأعطيها من الحجم الضعف، كما أن قطر لا تحتاج دفاعاً، فليست متهمة في شيء وهي معلمة حقوق لا إدعاء!.. ولكنني أريد أن أوضح وجهة نظر شخصية حول الأقاويل التي زادت وتيرتها مع دخولنا حيز تنفيذ ما تضمنه ملفنا المونديالي، ووضع اللبنات الأولى لمرحلة تحقيق الحلم في أن ما يقال لا يقلل من حجم الإنجاز الذي تحقق على يد فرسان قطر، وهذا أمر لا جدال فيه الآن، أما عن الآثار المترتبة من وراء الاستضافة، فهذا ما يسعى المخلصون من أبناء هذا البلد إلى دراستها وتقييم ما يمكن أن يكون وسط عشرات الآلاف الذين سيتوافدون على قطر لمتابعة مجريات كأس العالم وننتظر من الآخرين أن يقدموا اقتراحاتهم البناءة، وليس قدحهم حول هذه الاستضافة التي نعدها نصراً مادامت الولايات المتحدة الأمريكية كانت المنافس لنا حتى آخر جولة من التصويت والذي كاد ينزع قلوبنا من مكانها قبل أن يعلنها العجوز بلاتر وتعم الأفراح قطر، وأكد على إعلانها مؤخراً حينما قطع الشك باليقين وقالها بثقة "لن يتغير مكان إقامة بطولة كأس العالم 2022 وستقام في قطر وإن كان هناك حديث الآن فهو حول موعد إقامة المونديال وليس مكانه" قاطعاً بذلك طريق المشككين الذين (هشتقوا) في تويتر بعدة كلمات تحاول التقليل من شرف الاستضافة حتى أنهم رسموا سيناريوهات متخيلة بأن البطولة يمكن نقلها لدولة خليجية مجاورة، متناسين أن قطر - ولنا الفخر في ذلك - قادرة بإذن الله على أن تحقق ما تعجز عنه كبرى الدول ومنها أمريكا التي حتى وإن استاء أوباما وقتها من ضياع فرصة بلاده في الاستضافة، لكنه يعلم بأننا في قطر وبعد سبع سنين ستكون قطر أخرى على غير ما يراها الآن بإعجاب؛ لأن 2022 تجاوزت مرحلة الحلم إلى الحقيقة، وهذا ما يجب أن يتنبه له الكارهون لنا، فالذي يقول بأن (عصبية) أوباما كانت مصطنعة آنذاك وإن تقليله من فوزنا كان حركة منه للتغطية على مشروع الولايات المتحدة الأمريكية المستقبلي في نشر النصرانية والأفكار الهدامة الاستعمارية الأمريكية وكأن قطر مجرد بلد لا عقول حكيمة فيه وتستوعب ما تدبره لها أمريكا أو غيرها من الدول التي تتربص بكل الدول العربية والإسلامية شراً!.. بالله عليكم دعونا ولو قليلاً نفكر بمنطق فكل شيء حولنا أصبحت أصوله (مخططات يهودية)!..كرهنا الوجبات السريعة؛ لأن ريعها يذهب إلى اللوبي الصهيوني، وكرهنا بعض كلماتنا التي نقولها؛ لأن أصلها يعود إلى اليهود وانقرفنا من بعض طباعنا؛ لأنها قادمة لنا من عمق الطباع اليهودية، كل شيء حولنا أصبحنا نتشكك فيه والسبب أن لدى السواد الأعظم منا عقليات تتعمد أن تمس فينا ما يمكن أن ننجرف له دون تفكير مثل الكلمات والطعام دون أن تقدم أدلة ملموسة ويمكن اعتبارها قاطعة لنجعل من المسموحات محظورات لدينا.. بربكم إهدأوا قليلاً.. فكأس العالم تعد شرفاً لأي دولة تقدم ترشيحها لاستضافتها وليس من المعقول أن أمريكا التي كانت تمني نفسها بإقامة كأس العالم 2022 على أراضيها قد استشاطت كذباً ونفاقاً حينما ظهر اسم قطر متوسطاً البطاقة الفائزة بالتصويت، وإن أوباما الذي وصف اختيار قطر بأنه الاختيار الأسوأ والخطير لمجرد أن أوباما وحاشيته يخططون لما سيفعلونه بهذه الدولة بعد اثنتي عشرة سنة من الإعلان عن قطر دولة مستضيفة وكأن هذه المخططات ستنتظر كل هذه المدة!.. لا يا سادة فبغض النظر عن كل الشرور التي تحدق بنا، فهذا شرف رياضي ونحن في قطر نعلم بأن احتفالية كبرى مثل هذه ستكون مرتعاً لكل من هب ودب من البلاوي التي يمكن لأصحابها من النفوس الضعيفة أن تتجرأ وتزرعها على أرضنا، فهذا هو الاستقراء الذي نملكه في قطر ونحن بإذن الله سنستطيع أن نبتر مجاري الفساد الذي يعتمد في قوته علينا بأن يمد جذوره في مناسبة كبيرة مثل كأس العالم التي تنتظر عامها الـ 2022 لتحل بيننا، وعليه فإني أدعو مركز ضيوف قطر أن (يشد حيله) في تقنين خطته ورسم الخطوط العريضة لما يمكن أن يقدمه هذا المركز الذي يحتضن دعوته للإسلام في جنباته ويوسع من نشاطاته، لعل وعسى يهدي به الله ما يشاء من عباده وتكون قطر منارة الإسلام والثقافة والمعرفة ولدحر بعض الأقلام المسمومة التي تحاول النيل من بلادنا وقلب الطاولة علينا وكأن فوزنا وبالٌ وليس آمالاً نعتمد عليها لتسجيل حروف قطر من ذهب!..اسمحوا لي فأنا على ثقة بهذا المجتمع في أن يثبت قدميه فوق أرض صلبة لاتهتز.. أرض من القيم والأخلاق لا يمكن أن تزعزعها بطولة كأس العالم أو الجماهير التي ستزحف إليها.. هذا أملي وهذه ثقتي.فاصلة أخيرة:تفاءلوا.. فليس كل حداثة تغريباً وليس كل تغريب بدعة!