30 أكتوبر 2025
تسجيلصفحات سوداء ودموية قاتمة تنتظر العراق المتشظي مع رذاذ المعارك الشرسة الدائرة في مناطق عراقية واسعة لتقرير مصير وشكل السلطة المستقبلية في بلد تبدو حكومته وكأنها تعيش خارج الأحداث تماما وتسبح في جزيرة منفردة!، ولا تدري ما يدور حولها من مخططات تقسيمية وطائفية بشعة تمثل الذروة في عملية إدارة الصراع الداخلي والإقليمي أيضا!!، فالحكومة العراقية وقواتها العسكرية والأمنية تبدو بأنها قد فقدت زمام السيطرة على الموقف العسكري من خلال هيمنة القيادات العسكرية العقائدية العراقية التابعة لقوات الحرس الثوري الإيراني على الموقفين العسكري والسياسي وحتى الأمني وتحول قوات الحشد الشعبي لمركز قوى مهيمن على مسارات الأحداث وحتى على مستقبل العملية السياسية للعراق بأسره؟، فجماعات من أمثال فيلق بدر والعصائب وكتائب حزب الله وجماعة الخراساني وكتائب سيد الشهداء وألوية أبي الفضل وغيرها العديد من الأسماء والمسميات قد أضحت هي هيئة الأركان العسكرية العراقية كما تحول السردار الإيراني وقائد فيلق القدس الحرسي قاسم سليماني ليكون هو الوزير الفعلي للدفاع العراقي ومن خلال قيادات الفرع العراقي للحرس الثوري وهم هادي العامري وأبو مهدي المهندس وقيس الخزعلي وآخرون، حتى خرج الأمر تماما من يد السلطة العراقية، لدرجة أن التوجيه الاستراتيجي لإدارة العمليات في تكريت كان يحمل توجها غريبا وخطيرا عبر قيام هادي العامري بتهديد عشيرتي البوعجيل والبوناصر بحرب إبادة شاملة ذات أبعاد طائفية إن لم تستسلم لقواته!!، كما أن عمليات الإحلال والتبديل الديموغرافي وطرد السكان الأصليين وعمليات النهب والقتل على الهوية قد أضحت هي السمة المميزة للحالة العراقية وهي تئن من ممارسات العصابات الطائفية المنضوية تحت لواء الحشد الشعبي؟، من الواضح بأن العقلية الانتقامية والدموية هي التي تتسيد الموقف الميداني المفجع في العراق، فعمليات تكريت الوشيكة ستحمل نذر الشؤم والموت الطائفي المريع، فكل المؤشرات تشير لمقتلة عظيمة سوف تحدث ولحرب إبادة وانتقام طائفية مروعة مع تصاعد صيحات الثأر لقتلى مجزرة معسكر (سبايكر) في يونيو 2014، وهي الصيحات الثأرية الدموية التي أطلقها هادي العامري والتي تؤكد بأن الصفحات القادمة للصراع العراقي سترسم خطوط تقسيم دموية مروعة على رمال العراق وبما سيغير من صورة المشهد الاستراتيجي القاتم حاليا، الإيرانيون ألقوا بكامل ثقلهم في العراق لتخفيف الضغط عن النظام السوري الذي يعيش لحظات ما قبل الاحتضار الحتمي، كما أنهم بتشجيع عصابات العراق الطائفية وتسليحها نوعيا وكميا قد تمكنوا من مصادرة أي سلطة ميدانية متبقية للحكومة العراقية التي تكتفي بالتفرج ولا تخطو أي خطوة حقيقية للسيطرة على زمام الموقف المتدهور، فحرب التصعيد الطائفية قد بدأت ملامحها الدموية من البصرة حيث بدأت وتصاعدت عمليات الاغتيال الإرهابية المجرمة ضد شباب السنة كان آخرهم الشاب المدرس وميض الهاجري الذي خطف وقتل بطريقة بشعة في قضاء الزبيرمؤخرا ليضاف لسلسلة طويلة من الشهداء السنة الذين وقعوا ضحية لصراعات مشبوهة يراد منها تمزيق العراق وتحطيم أسس وحدته الوطنية وإشاعة الكراهية والحقد بين مكوناته، حروب تكريت وما سيكون بعدها ستكون تدميرية وموجعة وذات آثار بعيدة على مستوى الوحدة الوطنية، فمن الواضح إن تنويعات وعزف الطائفيين قد بات يلوح برايات الثارات والانتقام وهي معزوفة شريرة لن تنتهي أبداً ولا يتحملها العراق الذي يعيش أسوأ أيامه والدماء تغطي جوانبه من كل الأرجاء مهددة بتشظيه، إن غياب الدور العربي الفاعل عن التأثير في الحالة العراقية قد رسم فراغا هائلا استغله النظام الإيراني وهو يدير معاركه المتنقلة في الشرق محولا الأرض العربية لساحة عمليات وخطوط دفاعية عن نظامه وعلى حساب دماء العراقيين والعرب!، الحذر كل الحذر من المجازر الطائفية العراقية الوشيكة لكونها لا تستهدف العراق فقط، بل إنها ستشمل الشرق القديم بأسره!!فما ترانا فاعلون؟ تلك هي القضية.. والمأساة أيضا في ظل غياب الإرادة العربية لإدارة الصراع.