17 سبتمبر 2025
تسجيلمنذ أن تبلورت الرؤية السياسية والمنهجية والدبلوماسية لدولة قطر بعد عام 1995 وتحول الدولة لمركز دولي ومنطلق لإشعاع حضاري فاعل في المنطقة والإقليم والعالم أيضا، كان الحرص شديدا على مد جسور التواصل مع العالم ونبذ كل أساليب الإرهاب والتفرقة والابتعاد عن كل ما يثير التباغض والشحناء بين الشعوب وعبر المشاركة الدولية الفاعلة والمسؤولة في ضمان الأمن والسلام الإقليمي ونزع كل فتيل مشتعل وإطفاء كل ملف متفجر، لذلك فقد كان حرص الدبلوماسية القطرية كبيرا جدا من أجل القيام بوساطات دولية فاعلة واحتواء العديد من الأزمات الإنسانية الخانقة في مراكز الصراعات الدولية والإقليمية المشتعلة، في السودان واليمن ولبنان وأفغانستان والعراق ومصر والنطاق الإفريقي أيضا.لقد أحدثت النقلة النوعية التي قادها سمو الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني حفظه الله انعطافة مهمة في مسار الدبلوماسية القطرية حتى تحولت لأيقونة مهمة من أيقونات النجاح والاختراق والتفاعل وهو منهج حرص على الاستمرار به ورعايته سمو الأمير تميم بن حمد رعاه الله وهو يحمل مشعل الاستمرارية والتجديد والبناء التراكمي الهادف لرفعة القيم الإنسانية والدفاع عن قضايا الشعوب المقهورة ومحاربة الإرهاب والتطرف والعنف والتعسف بكافة أشكاله وخصوصا ذلك الإرهاب الأسود الموجه ضد الشعوب الحرة، وكان الموقف القطري من الثورة الشعبية السورية التي انطلقت في 15 مارس 2011 تجسيدا حيا للرؤية الإنسانية الفاعلة لأولي الأمر في الدولة، وهو موقف متميز وإنساني استطاع سحب البساط من تحت أقدام المتجبرين ونقل المعاناة الشعبية السورية للعالم عبر إبراز حالة الإرهاب الكبرى التي يتعرض لها الشعب السوري وهو يباد بأيدي طغمة إستبدادية صمت آذانها عن سماع نداءات العالم الحر ، ودولة قطر التي صارعت الإرهاب وصرعته من خلال رؤاها الحضارية الثاقبة ومواقفها الإنسانية المتميزة ليست أبدا في وارد الوقوف في صف الطغاة والقتلة أو أن تكون صوتا للدفاع عن الإرهاب وأهله، بل إنها عنوان كريم للتسامح والعدالة ونصرة المظلوم وإغاثة الملهوف، وقد حاول الإرهابيون تعكير المسيرة القطرية من خلال حملات سقيمة وفاشلة من الأكاذيب التي فضحتها حقائق الوضع الميداني وحالة الشفافية التي تمارسها السياسة القطرية، فليس لدى قطر ما تخفيه من أجندات ومواقف، وكل رؤاها ومواقفها وتحركاتها تجري تحت الشمس وأمام الكاميرات وليس خلف الغرف المغلقة، وقطر وهي تساند الأحرار كانت تعلم علم اليقين بأنها ستجابه بأشواك وألغام وملفات تلفيقية وحملات دنيئة ورخيصة وخبيثة، ولكن الإيمان بقيم الحق والعدالة كان أقوى من كل الأحابيل وبأن العملة الجيدة ستطرد العملة الرديئة في نهاية المطاف، قطر عضو فاعل ونشيط في المنظومة الدولية ولا تساوم أبدا في مجال حفظ الأمن والسلم الدوليين وفي جعل الشرق الأوسط المتوترة منطقة أمن وسلام عبر مبادراتها الدبلوماسية ورؤاها السلمية والحضارية الخلاقة... من يجعل الإنسان الهدف الأول للتنمية والبناء لابد أن يكون من أشد أعداء الإرهاب والدمار، السياسة القطرية تعبد الطريق لعالم أكثر أمنا وتحضرا.