13 أكتوبر 2025
تسجيلقطر من أكبر الدول انتاجا وتصديرا للغاز وقد يستغرب الكثير من الناس خارج قطر من أننا ما زلنا نستخدم اسطوانات الغاز في المنازل ونحن نعرف أنها قنابل موقوتة وشديدة الانفجار ولكننا نصر عليها لانه لا يوجد لدينا بديل وان كنا من اغنى الدول في انتاج الغاز..مازلنا ننتظر سيارات الغاز بفارغ الصبر ونتحمل ذلك الطرق المزعج عليها فقط حتى نسير امور حياتنا..افقر الدول التي نصدر لها الغاز تستخدم الأنابيب في التوصيل الى المنازل كما هو الحال للماء والكهرباء ومنذ عشرات السنين ان لم نقل المئات.لدينا في قطر نهضة كبيرة وتسارع في كل شيء الا في امكانية توصيل الغاز للمنازل بطريقة آمنة فنحن لا نحرك ساكنا بل نقدم الحلول السيئة.بعد ان كانت لدينا الأسطوانات الحديدية ثقيلة الوزن وبها مئات الصدمات من الاستعمال الخاطئ، جاءتنا الأسطوانات الأسوأ وهي الشفافة والتي تفتقد عنصر الأمان بشكل كامل ولا اعتقد أنها قد حازت موافقة ادارة المواصفات والمقاييس ولكن المصلحة التجارية تتغلب احيانا على حساب حياة الأبرياء.حوادث كثيرة وقعت بسبب اسطوانات الغاز، قبل فترة وجيزة في احد المساجد في الدوحة كان من الممكن حدوث كارثة كبيرة لولا لطف الله حينما حاول الإمام تغيير اسطوانة الغاز الفارغة بأخرى جديدة وحين اراد ان يشعل الفرن دوى انفجار كبير سمعه كل من حول المسجد وأدى الى اصابة اجزاء من جسم الإمام وزوجته بحروق..هذا الانفجار نتج فقط عن تسرب للغاز في المطبخ بسبب خلل في مستوى التحكم بالغاز من الأسطوانة نفسها ولولا شجاعة الإمام على الرغم من احتراق جسده واطفائه الحريق لانفجرت الأسطوانة وأدت الى مالا تحمد عقباه ونحمد الله أن الوقت لم يكن فيه صلاة جماعة..الكثير من المنازل تستخدم اكثر من اسطوانة حتى لا ينقطع الغاز فيها وترمى تلك الأسطوانات خارج المطابخ منعا لتسرب الغاز وهذا حل لا يكفي لان الأسطوانات تتعرض الى درجات قد تصل الى الستين درجة مئوية بالصيف والانفجار قد يحدث في اي وقت ويحطم المطبخ والبيت وقد يصل الى منازل الجيران كلها.والآن أصبحت فرصة مهيأة للصوص لسرقتها من المنازل والعزب وانتشرت هذه الظاهرة فاللص يعرف أنها خارج الأماكن المغلقة وما عليه إلا مراقبة المنزل واخذها وبيعها والحصول على 250 ريالا من كل اسطوانة!!بعد ذلك جاءت الينا خزانات الغاز التي تستوعب كمية كبيرة من الغاز تكفي لعدة اشهر وتوضع فوق المنازل او بالقرب منها وهذه ايضا لم تحل المشكلة فمعدل الخطورة قد زاد بزيادة الغاز وما حدث في محطة البترول اكبر دليل على ذلك واي تسرب مهما يكن قد يؤدي الى كوارث كبيرة.الحريق في محطة البترول ولو انه بسيط حسب تصريحات المسؤولين ولكنه اودى بحياة 11 وجرح 31 واهتمت وكالات الأنباء العالمية بأن هذا الحادث قد شل حركة المرور في العاصمة القطرية..!!.وهو بالفعل ما حدث مع تقديرنا واحترامنا لعمل الداخلية ولكن نلاحظ احيانا ان هناك مبالغة شديدة في الإجراءات الاحتياطية.الآن ستزداد الإجراءات الأمنية في هذا الموضوع تماما كما حدث بعد حريق فيلاجو واذكر انني كتبت مقالا اسميته "شوط بدحة" بمعنى زيادة الإجراءات الأمنية فترة ثم نرجع كما كنا..بعد حريق فيلاجو تمت ازالة كل العوائق مثل المحلات الصغيرة (الأكشاك) من الطرقات في جميع المولات كنواح امنية حتى لا تعوق الحركة في حالة الكوارث، بعدها بفترة عاد كل شيء كما كان واصبح ايجار الكشك يفوق الـ15000ريال، كما قلت سالفا المصلحة التجارية تتغلب احياناعلى حياة البشر وللأسف قد ننتظر حوادث اخرى..فهل سنخطو الخطوة الأولى في الاتجاه الصحيح؟