15 سبتمبر 2025

تسجيل

الإخلاص في العبادة

02 مارس 2014

من الأمور التي تلفت الانتباه في هذه الأيام، ولم تكن في القديم هو عدم الإخلاص وذلك في كافة مناحي الحياة وكأنه فيروس أو وباء ولكن إن كان عدم الإخلاص في عمل دنيوي فربما يكون مقبولا بعض الشيء ولكن أن يكون عدم الإخلاص في العبادة مع الخالق، فهذا والله لعجب عجاب وأن يكون ذلك في الحرم المكي أو الحرم النبوي فذلك هو الخسران المبين .وأعني بحديثي هو تلك المظاهر السلبية التي تبعد كل البعد عن العبادة السليمة والعقيدة الصحيحة، حيث يؤكد علماؤنا أن أعظم الأصول المهمة في دين الإسلام هو تحقيق الإخلاص لله تعالى في كل العبادات، والابتعاد والحذر عن كل ما يضاد الإخلاص وينافيه، كالرياء والسمعة والعجب ونحو ذلك، وعدم الإخلاص مما جعل إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ علي بن عبدالرحمن الحذيفي، يقطع خطبة الجمعة الماضية، لتنبيه المصلين إلى عدم إيذاء المصلين بالتصوير، والانشغال عن الخطبة بالجوّالات، مما يؤدي إلى إيذاء الناس، وبطلان صلاة من يقوم بالتصوير، وقال الشيخ الحذيفي للمصلين: " يا من يصورون، لا تؤذوا الناس بالتصوير، حافظوا على الجمعة؛ فمن اشتغل بهذا تبطل صلاته".وتحدث إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ على الحذيفي في الخطبة عن إصلاح العبد ما بينه وبين الله - سبحانه تعالى – قائلاً: "إن مَن أصلح ما بينه وبين ربه أصلح الله له آخرته ودنياه، وأصلح ما بينه وبين الناس".وأضاف أن "إصلاح العبد ما بينه وبين خالقه يكون بتوحيد الله - تبارك وتعالى - بأن يعبد الخالق لا شريك له في دعاء العبد، ورجاء الله والتوكل عليه، وخوفه سبحانه، ومحبته، وتعظيمه، والاستعانة به، وطاعته مع التمسك بالسنة المطهرة ".وذكر الشيخ الحذيفي أن التمسك بوصايا الله ووصايا نبيه صلى الله عليه وسلم صلاح للعبد في أموره كلها، وتُحسّن له العاقبة في الدنيا والآخرة.وبيّن أن إصلاح الناس ما بينهم وبين الله عز وجل يصرف الله به أموراً، ويحفظ به الله الأمة من الشرور؛ مُبَيّناً أن الله تبارك وتعالى أجلّ وأكرمُ معروفاً من أن يتخلى عن عبده أو يضيّعه، إذا صدق معه ووقاه من اتباع هوى النفس، ووفقه للعمل بما يحب ربه من الطاعات فرائضها ونوافلها، وجانَب المحرمات.وقال إمام وخطيب المسجد النبوي: " إن أحسن أحوال العبد أن يتولى الله سبحانه وتعالى أموره كلها ويحفظه في دينه ودنياه، ويسدده ويوفقه في أقواله وأفعاله وعاقبة أمره".هكذا تحدث الشيخ الوقور وهو يرى المصلين همهم التصوير وكأنهم في نزهة سياحية أو في مكان أثري بدلا من أن يخلصوا لله عز وجل في العبادة ويخشعوا في الصلاة وكم من مظاهر سلبية كالتدافع بعنف وبطش وأذى للمصلين في الطواف والممارسات الخاطئة من بعض المعتمرين التي أراها جهلا من ناحية وعدم إخلاص من ناحية.وهنا أتذكر قول الإمام العز بن عبد السلام حين قال: " الإخلاص أن يفعل المكلف الطاعة خالصة لله وحده، لا يريد بها تعظيماً من الناس ولا توقيراً، ولا جلب نفع ديني، ولا دفع ضرر دنيوي .وأخيراً هي دعوة للعودة إلى الإخلاص في عملنا دينيا كان أم دنيويا والبعد عن القشور التي لا تفيد ولا تنفع لأن الإخلاص هو حقيقة الدين، وهو مضمون دعوة الرسل قال تعالى: (وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاء) ألا قد بلغت اللهم فاشهد.