02 نوفمبر 2025

تسجيل

الغذاء.. والحالة النفسية

02 فبراير 2014

هناك أشخاص كثيرون يرجعون الحالة النفسية التي يمر بها الإنسان في مجملها إلى ما يحدث له من أمور مفرحة أو محزنة، متناسين ما لعوامل أخرى من تأثير إيجابي أو سلبي على تلك الحالات.. ومن هذه العوامل المؤثرة التي ربما تدفع إلى تأثيرات واضحة وملموسة على حالتنا النفسية هو الغذاء، ونعني بالغذاء هو ما نمد به أنفسنا من عناصر لازمة للحياة عن طريق ما نأكله أو نشربه خلال حياتنا اليومية.ومن أهم العناصر التي قرأت عن تأثيرها مؤخراً هو عنصر البوتاسيوم، وهو عنصر أساسي في تركيب السوائل الحية، وبخاصة الدم ويدخل في عمل الوظائف الخلوية والكهربائية في الجسم، فهو من أكثر المعادن وجودا فيها، ويشكل حوالي ثلثي الأيونات الموجبة في الخلايا وعمليات إرسال الإشارات إلى الأعصاب ومنها انقباض العضلات، إلى جانب ما يقوم به البوتاسيوم من دور حيوي وفعال في العديد من الإنزيمات الروتينية، والمحافظة على توازن سوائل الجسم وله علاقة بعمل الغدة جار الكلوية، كما أنه يساعد في تحويل سكر الجلوكوز إلى جلايكوجين، ويعمل على احتفاظ الجسم بدرجة حموضة مقبولة والمحافظة على توازن ضغط الدم.انظر معي عزيزي القارئ لأهمية هذا البوتاسيوم في حياتنا دون أن يدري عنها الكثيرون من الناس ذلك، وفي هذا السياق يقول الدكتور مدحت عبد الحميد أبو زيد- أستاذ ورئيس قسم علم النفس بجامعة الإسكندرية- إن عنصر البوتاسيوم يقلل من تكرار الإصابة بحصى الكلى، وقد يقلل من هشاشة العظام وهو ضروري في عمليات الفهم والحفظ والتعلم، ومن أعراض نقصانه حدوث خلل وظيفي في عمل الأجهزة العصبية، كما يسبب اضطراباً في خفقان القلب وعدم انتظام ضرباته وارتفاع ضغط الدم، والعطش الشديد، وضعف العضلات، والإعياء والتقلصات العضلية، والإمساك والدوار والدوخة والغثيان والخمول العقلي، والوهن والضعف العام للجسم وزيادة الحساسية للبرد والشعور ببرودة الأطراف وقلة الشهية للطعام مع الشعور بالغثيان أو القيء، واضطراب النوم، بل وأحيانا يؤدي إلى السكتات الدماغية. ونأتي إلى النقطة المهمة في مقالي هذا، حيث أعني بها ارتباط هذا العنصر بالحالة النفسية.. حيث يؤكد الأطباء أنه نظرا لعلاقته الوثيقة بالناقل العصبي سيروتنين، فإن نقصانه يؤدي إلى الاكتئاب وتقلبات المزاج فضلا عن الخلل في الوظائف العقلية والارتباك والتشويش والقلق والتهيج وصعوبة في التركيز والتذكر أو إكمال المهام والإرهاق العقلي، والضغط النفسي والإحباط .وبعد كل ذلك، ربما يتساءل القارئ الذي تشوق إلى أهمية هذا العنصر عن أين يتواجد؟ حيث تذكر الموسوعة الطبية أنه وجد بوفرة في الموز والسبانخ والبطاطس والأفوكادو والبرتقال والخضراوات الورقية الخضراء والحبوب وبذور عباد الشمس وأوراق النعناع والفول السوداني والبندق والطماطم واللبن والشمندر والعسل الأسود والمشمش المجفف ونخالة الحبوب والقمح، وبذر القرع والزبيب واللوز والتين المجفف والبلح وسمك السردين والشعير والبروكلي وسمك السلمون.وأخيرا، نؤكد أن "التغذية" هو علم يشرح علاقة الطعام مع نشاطات الكائنات الحية، من ضمن ذلك تناول الطعام، وطرد الفضلات، وانطلاق الطاقة من الجسم، وعمليات التخليق، فالطعام والشراب يمدان الإنسان بالطاقة لكل وظائف الجسم الحيوية، فتثبت درجة حرارته عند 37 درجة مئوية وهي المناسبة لوظائف الجسم الحيوية، سواء أثناء اليقظة أم أثناء النوم، وبالطاقة المستخلصة من الطعام يؤدي الإنسان جميع نشاطاته الحركية، والتفكير، سواء كان ذلك قراءة كتاب، أم عَدْوًا في سباق، كذلك فإن الطعام يزود الإنسان بالمواد التي يحتاج إليها جسمه من أجل بناء جسمه وإصلاح أنسجته، ولكي ينظم عمل أعضائه وأجهزته، ويؤثر ما نأكله من غذاء على صحتنا مباشرة، فالغذاء الصحي يساعد على منع الإصابة ببعض الأمراض، كما أنه يساعد على الشفاء من أمراض أخرى."إذن، هي دعوة للاهتمام بالتنوع الغذائي وأكل ما هو مفيد وصحي والبعد عن الأكل المعلب والوجبات السريعة الممتلئة دهونا وسموما".. متعكم الله جميعا بالصحة والعافية، فصحتنا تاج على رؤوسنا جميعاً.. اللهم هل بلغت اللهم فاشهد.