15 سبتمبر 2025
تسجيليدخل الشعب المصري اليوم يومه التاسع في ثورته المباركة ضد نظام بشع قاده لمدة ثلاثين عاماً عاش تحت ظلاله الكئيبة فقيراً من كل شيء وهو الذي يملك كل شيء!.. اليوم يزداد مبارك ترنحاً ويزداد الشعب تصلباً.. اليوم قد يقول الشعب كلمته التي تأخرت ثلاثين عاماً وتكون الفاصلة حقاً بعد أيام مريرة ضحى فيها أبناء مصر بأرواحهم وقوت يومهم في سبيل إسقاط نظام مبارك الذي غدا مثل الطير المذبوح الذي يكاد يلتقط أنفاسه الأخيرة وسط حياة باهرة بات المصريون يشعرون بها أخيراً!.. وما أصبح يقهرني هو أن هناك من يقتات من وراء ثورة هذا الشعب ويستجدي أنصاراً له رغم إنه فشل في كل حياته التي سبقت هذه الثورة ولعلكم بحدسكم تعرفون عن هذا المتسلق الذي يحاول في خضم الغضب المصري العارم أن يبني له بيتاً لا قصراً باعتبار إن الحديث عن القصور وسط هذه الأحداث سيكون تعالياً على شعب لم ينل طوبة يمتلكها فكيف بقصور في ظل القصور لنظام مبارك؟!.. محمد البرادعي الذي مازلت في حيرة من أمري حتى الآن وهو كيف حصل هذا الرجل على جائزة نوبل بعد عمله المخزي كرئيس لوكالة الطاقة الذرية والتي أعطت الإشارة الخفية لقوات الولايات المتحدة الأميركية والقوات المتحالفة معها في عام 2001 لغزو العراق ونهب الأرض واغتصاب العرض تحت دعوى امتلاك بغداد لمصانع تنتج اليورانيوم والأسلحة النووية ويغدو كل ما قيل كذباً وافتراءً ويصبح العراق بلا ماض ولا حاضر، ولا يبدو أن المستقبل ينبئ بالخير لهذا البلد الذي نسمع كل يوم عن تفجيرات ومؤامرات بين طوائفه وأحزابه والفتنة بين صفوف شعبه وحكومة محسوبة على أميركا؟!.. اليوم يحاول البرادعي أن يتسلق على أكتاف المصريين ويدعو مبارك للتنحي والاستقالة وكأنه البديل الأمثل لرئاسة دولة بحجم مصر وتولي كرسي الحكم الشاغر مستقبلاً بإذن الله رغم إنه لا يجب أن يحلم بأكثر من موقفه الآن!.. فمصر تستحق من هو أفضل من البرادعي باعتبار أن الأخير أخفق في عمله والذي كان يستحق منه نزاهة أكبر في الإعلان الصريح والرسمي بأن العراق لا ولم يمتلك أية أسلحة نووية تعتمد في تصنيعها على عنصر اليورانيوم المحرم دولياً وليس المراوغة والتي اعتبرها العالم ضوءاً أخضر أطلقه مكتب البرادعي في مقر الوكالة الذرية لأميركا في أن تستبيح أرض العراق ويصل به الحال إلى ما هو عليه الآن للأسف ولذا فهو غير الأحق بأن تتصدر صوره أحداث مصر ويجب أن يتم سحقه مع النظام وأن يندثر صيته كما يجب أن يكون لصيت مبارك وأعوانه في المستقبل القريب.. ويجب على المصريين الأحرار أن يبقوا على مواقفهم الداعية لتغيير يرسمون خريطة الطريق إليه بأيديهم وأفكارهم وليس بأفكار البرادعي ومن شابهه في نواياه المشكوك بها لأن مصر تستحق من هو أفضل من هذا المدعي ولا يمكن أن يصوم المصريون ويفطرون على بصل برائحة كريهة!!.. فالمتتبع لتاريخ البرادعي يرى أنه كان عميلاً لمصالح الأمريكيين في المنطقة وإنه كان يتولى منصباً مهماً كانت قراراته هي الركيزة الأولى التي استند عليها بوش وبلير في المضي لغزو العراق والإطاحة بحكمه الذي كان بيدهما وليس بيد الشعب كما نرى اليوم وبكل فخر في تونس وبإذن الله في مصر قريباً، ولذا ليس من المعقول أن ينتهي المصريون من عميل ويأتوا بآخر لا يقل عنه طمعاً وتسلقاً ورغبة في الظهور حتى وإن كان ذلك على حساب ملايين من الشعب المصري الذي أبعث له بتحية إجلال وإكبار وإعزاز على مواصلته لثورته الطيبة، والتي أرجو أن تمتد إلى أكثر من دولة عربية تنتظر شعوبها إشعال فتيلة الثورة فيها وليكن خراب حكوماتها على أياديها رغم إن الدرس الذي خلفه صدام حسين وهو يخرج من حفرته الضيقة مقبوضاً عليه في موقف شابه الكثير من الخزي والعار لم يستفد منه أحد من الحكام العرب الذين دارت بهم الدائرة وكان (شين الفاسقين) أول الساقطين في تونس في الامتحان ويبدو أن مبارك غير المبارك في مصر على وشك اللحاق به والسلسلة لا تنتهي، فالبداية تقول إن الحلقة تبدو على عجلة من أمرها في الالتفاف على أكثر من دولة عربية تنتظر شعوبها ما تأخر حدوثه عقوداً طويلة!.. لننتظر اليوم ما سيفعله المصريون (وربنا معاهم)! فاصلة أخيرة: يا عرب.. يا عرب.. اسمعوا صوت شعب مصر أحفظوا لمصر المكان.. واحنا عالعهد اللي كان مصر أوفى من الزمان.. و انتو عارفين شعب مصر ياللي خانوا العهد بينا.. واستباحوا كل حاجة واستهانوا بالعروبة.. واستكانوا للخواجة مستحيل حيكونوا منا.. نحنا حاجة وهما حاجة هما باعوا الجلابية.. والوطن والبندقية واحنا أصحاب القضية.. احنا ما بنبيعش مصر! (( أحمد فؤاد نجم))