11 سبتمبر 2025

تسجيل

  أصل الداء  

02 يناير 2018

الأنانية حب الإنسان نفسه وعشقه للسيطرة والتملك بهدف أو بمصلحة خاصة وهي ما تسمى "الأنا" التي تجعل الإنسان لا يرى إلا نفسه ولا يهتم إلا بشخصه هو، وهي غريزة في كل إنسان إذا كانت في حدود معرفة مقدار الذات ووضعها في موضعها، في كثير من الأحيان تتجاوز حدود الذات إلى الغرور والتكبر واحتقار الآخرين واستصغارهم وتسفيه آرائهم، والسعي إلى السيطرة عليهم فهنا مكمن الخطورة وأصل الداء.  لذا فإن الشخص الأناني لا يحبُ الاعتراف بالخطأ ويظن نفسه دائم الصواب وأنه من المعصومين عن الزلة والمعصية، وهو يجهل أن الاعتراف بالخطأ دليل على احترام عقول الناس، وهو ما يحدث في هذا العصر من البعض، ولأن الأناني ليس لديه مُحرمات بل يُحلل لنفسِه كل شيء ما دامت مصلحتهُ موجودة، والأنانية مرضٌ نفسي يحتاج للعلاج وهي أكبر سبب لأداء المحرمات والأخطاء الشنيعة والأنانية هي داء مدمر لصاحبه، فالأناني لا يُحبُ أحداً يشاركهُ أي شيء بل يُحبُ أن يرى غيره يشقى وهو يرتاح ويُحب مصلحته فقط . وهناك أسباب تدفع الإنسان إلى الأنانية في ممارسة سلسلة من الأحقاد والاستيلاء الفردي، وكذا حرمانهم وكثرة دون معاقبة نفسه على كل صغيرة وكبيرة ودون رؤية الصورة واضحة التي تجعل الفرد لا يهتم إلا بنفسه ولا يسعي إلا بما فيه مصلحته الشخصية والسعي في الحصول على المزيدة من الفعل الاجتماعي المرفوض من المجتمع. هناك من باع في هذا العصر أسباب الأنانية ضد نفسه بقايا قيمه والمبادئ بكل رخيص، لحالات شخصية يحتاج التقرب إليه، والركض لاتجاهه والعمل على إرضائه وقبوله شروطه وأوامره حتى يلحق بمواكبة النفاق والانكسار ومستوى الرخص لكل الأشياء لجانب حياته بعد أن باع ما تبقى من حياته لهذا الاتجاه برخص التراب!.  وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: مَنْ يَأْخُذُ مِنْ أُمَّتِي خَمْسَ خِصَال، فَيَعْمَلُ بِهِنَّ، أَوْ يُعَلِّمُهُنَّ مَنْ يَعْمَلُ بِهِنَّ؟ قَالَ: قُلْتُ: أَنَا يَا رَسُولَ اللهِ، قَالَ: فَأَخَذَ بِيَدِي فَعَدَّهُنَّ فِيهَا، ثُمَّ قَالَ: اتَّقِ الْمَحَارِمَ تَكُنْ أَعْبَدَ النَّاسِ، وَارْضَ بِمَا قَسَمَ اللهُ لَكَ تَكُنْ أَغْنَى النَّاسِ، وَأَحْسِنْ إِلَى جَارِكَ تَكُنْ مُؤْمِنًا، وَأَحِبَّ لِلنَّاسِ مَا تُحِبُّ لِنَفْسِكَ تَكُنْ مُسْلِمًا، وَلاَ تُكْثِرِ الضَّحِكَ، فَإِنَّ كَثْرَةَ الضَّحِكِ تُمِيتُ الْقَلْبَ. أخرجه أحمد  آخر كلام: في هذا الزمن تسمع أن سماسرة الأخلاق يعرضون بضاعتهم بأسعار رخيضة جدا!.