17 سبتمبر 2025
تسجيلإنبلاج فجر جديد يحمل معه آمالاً عريضة وأمنيات كبيرة بمستقبل أفضل وغد أجمل، وبالرغم من أن السنة الجديدة ما هي إلا حصاد للسنة السابقة والسنوات التي قبلها، إلا أن البشر في جميع أصقاع العالم يأملون بمعجزات تجلبها السنة الجديدة تغير بها واقعاً مريراً وتحقق أحلاماً مؤجلة. ويسود لدى الكثير من الشعوب اعتقاد يصل إلى درجة اليقين بأن الطريقة التي نستقبل بها العام الجديد لحظة دخوله هي التي ستحدد ما سيكون عليه هذا العام. فإذا كان مزاجنا سعيداَ في تلك اللحظات، فإن السعادة سترافقنا طوال السنة، وإن كان الحزن أو القلق مصاحباً لنا حينها، فإن عامنا الجديد سيحمل الكثير من مشاعر الحزن والقلق. حيث تحتفل شعوب العالم بالعام الجديد بطرق شتى تعكس ما لهذه الشعوب من تراث وثقافة ومعتقدات دينية، فالأسكتلنديون مثلاً يستقبلون السنة الجديدة بمسيرات بالمشاعل يجوبون بها الطرق مستبشرين فرحين. وفي هولندا يقوم السكان برمي أشجار الميلاد في النيران كطقوس لطرد أرواح السنة الماضية واستقبال أرواح السنة الجديدة.و في موسكو، تحتشد أعداد ضخمة من الناس ليرحبوا بقدوم السنة الجديدة، وفي انتظار عيد الميلاد الذي يقام في روسيا في الليلة الفاصلة بين السادس والسابع من يناير حسب التقويم الأرثوذكسي. أما في سويسرا، فيستقبل السكان رأس السنة الجديدة بارتداء قبعات وأزياء ترمز إلى طرد الأرواح الشريرة واستقبال الأرواح الخيرة للعام الجديد. أما البريطانيون فيعتقدون أن على أول شخص يدخل المنزل في السنة الجديدة أن يحضر معه هدايا كالنقود والخبز والفحم، وذلك لجلب الحظ الحسن.وفي استراليا يذهب السكان إلى البحر حيث يتزامن فصل الصيف في أستراليا مع رأس السنة الميلادية. ويعتقد سكان بعض مناطق الأناضول في تركيا أن أول من يجلب الماء في صباح اليوم الأول من العام الجديد سيصبح غنياً، كما يضع السكان قبل رأس السنة بأربعة أيام الدقيق المطحون على أبواب المنازل، آملين أن تكون فأل خير، ويعتقد البعض أن رمي النساء لحبات الفاصوليا على جدران المنزل ليلة رأس السنة سيجلب الخصوبة والبركة. كما يرمي الدنماركيون الأطباق الزجاجية على أبواب بيوت بعضهم البعض، حيث يعتقدون أن أكثر الأشخاص حظاً هم الأكثر جمعاً للأطباق المحطمة أمام أبواب منازلهم. ويؤمن الإيطاليون بأن ارتداء الملابس الداخلية ذات اللون الأحمر في ليلة رأس السنة سيجلب لهم الحظ والثروة طوال العام الجديد. كما يسود الاعتقاد بين اليونانيين أن أول شخص يدخل إلى المنزل في العام الجديد يحمل الحظ السعيد أوالحظ السيء لأصحاب المنزل تبعاً لشخصيته ويفضل اليونانيون أن يكون هذا الشخص من الأطفال. بينما يحتفل الإسبان بتناول حبة من العنب مع كل دقة للساعة خلال الدقيقة الأولى بعد الإعلان عن مولد العام الجديد، حيث تعد حبات العنب مدعاة للحظ السعيد. ويعمد سكان فنلندا إلى تذويب قطعة من القصدير وسكبها في الماء البارد وتوقع الحظ في العام الجديد بحسب الأشكال التي تظهر، حيث يدل شكل القلب أو خاتم الزفاف على الزواج ويشير شكل السفينة إلى احتمال السفر وكذلك يدل شكل الحيوانات على ثروة منتظرة. أما في بيلا روسيا (روسيا البيضاء) فتتبارى الفتيات في مباريات تعتمد على الحظ لمعرفة من منهن ستتمكن من الزواج خلال العام الجديد، حيث تجلس الفتيات وتضع كل واحدة منهن كومة من الذرة أمامها ويتم إطلاق ديك من مسافة متساوية إلى كل منهن، والتي يقع اختيار الديك عليها ليأكل من كومتها تكون صاحبة الحظ السعيد.بينما في أمريكا وكندا يتجمع العديد من الناس للغوص في البحيرات والأنهار المتجمدة خلال الساعات الأخيرة من العام وبداية العام الجديد، اعتقاداً منهم أن ذلك يجلب الحظ والسعادة.وفي الصين، يقوم الناس قبل رأس السنة بتنظيف كل زاوية في منازلهم، ووضع أنواع مختلفة من الزهور والنباتات الصينية فيها لجلب الحظ السعيد والبركة، بالإضافة إلى توزيع النقود على الأطفال. وفي اليابان، يربط السكان خيوطاً على أبواب المنازل، وفي الساعة الثانية عشرة يبدأون بالضحك كتقليد لجلب السعادة والحظ الجيد.بينما يحاول بعض المكسيكيون الحصول على الحظ السعيد من خلال حمل حقيبة فارغة والسير بها عند منتصف الليلة التي يحل بها العام الجديد .وكل عام وأنتم بخير ...فالحياة تستمر في مسيرتها دون توقف، تغادر سنة وتولد من رحم الزمن سنة أخرى.