17 سبتمبر 2025
تسجيلgoogletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); عندما اتهم إعلام السلطة الراحل "يوسف إدريس" بالخيانة، رد على متهميه بأنهم "بهلوانات" وذلك في نصه المسرحي "البهلوان" الذي ينتمي ـ ككل مسرح "إدريس" ـ إلى ما يسمى "المسرح الذهني" ولم يخل النص من جانب تسجيلي.الحكاية تبدأ بكتاب "البحث عن السادات" الذي هاجم فيه "يوسف إدريس" الرئيس الراحل "أنور السادات" بعنف، وكانت العلاقة بينهما قد ساءت منذ فصل "إدريس" من عمله، بين مئة كاتب فصلهم السادات في العام 1973.بعد صدور "البحث عن السادات" انطلقت حملة صحفية تشهر بالكاتب وتصفه بأنه ينتحر ويغتال تاريخه، ووصل الأمر إلى حد الاتهام بالعمالة والخيانة، ورداً على هذا جاء بطل مسرحية "البهلوان" صحفياً يمارس مهام رئيس التحرير نهاراً، وفي المساء يمارس ـ سراً ـ عمله كبهلوان في السيرك، مستعيناً بالمساحيق والطلاء لإخفاء ملامحه.وفي الحوارات التي جرت بين رئيس التحرير "البهلوان" ومساعده نجده يصرح بأنه في عمله الصحافي ليس أكثر من "بهلوان"، ولا نحتاج إلى جهد كبير لنكتشف أن "البهلوان" ليس شخصية لكنه قناع، مجرد قناع ارتداه المؤلف "يوسف إدريس" ليقول من خلاله رأيه في نوع من الصحف ليس أكثر من "سيرك" يسيطر لاعبوه على مشاعر الجمهور عبر التلاعب بالكلمات والأفكار، مقابل حركات لاعبي السيرك الخطرة على الحبل المعلق أو مع الوحوش، سيرك فيه مهرجون يطلون وجوههم بحبر المطبعة، ومروضون يجيدون ضرب السوط في الهواء لإحداث أكبر قدر من "الفرقعة" وأسود تزأر لا لتعبر عن رغبتها في الافتراس، بل لأن دورها يملي عليها أن تزأر."البهلوان" نص يمكن أن نصفه بأنه "مقال ممسرح" فيه رؤية لا تنقصها الشجاعة، أرهقته التسجيلية والمباشرة. لكن حتى هذه التسجيلية تبقى ناقصة، فـ"يوسف إدريس" لم يقل إنه هو نفسه مارس عملا قريبا مما انتقده، حيث إن "السادات" عندما كان رئيسا لمجلس إدارة جريدة "الجمهورية" أبدى إعجابه بـ"يوسف إدريس" ووظفه عنده بدرجة "كاتب من الباطن" مهمته كتابة افتتاحية "الجمهورية" التي تظهر للقراء ممهورة بتوقيع السادات بخط يده. كما أن "يوسف إدريس" هو الكاتب الحقيقي لثلاثة كتب يظهر على غلافها اسم "السادات" بصفته مؤلفها، أولها كتاب عن قصة حرب السويس، الذي تعاقدت دار نشر بريطانية عليه مع "السادات"، وكتبه "يوسف إدريس" باللغة العربية، ثم تولى ترجمته مكتب "شهدي عطية" القيادي الشيوعي الذي مات بعد ذلك في المعتقل!