19 سبتمبر 2025
تسجيلشهدت صناعة الفن في عالمنا العربي خلال العام المنصرم 2012 خسارة كبيرة.. تعود هذه الخسارة إلى الأحداث التي تمر بها تلك البلدان التي اشتهرت بصناعة السينما أو المسلسلات أو المسرح، خاصة مصر وسوريا وتونس وليبيا. فلم يعد الإنتاج كما كان من قبل منذ ثورات الربيع العربي التي انطلقت لتعلن عن مولد حياة جديدة تختلف عما كانت عليه هذه البلاد في استراتيجية إنتاجها لصناعة الدراما.. رغم أن بعض منتجي السينما والتليفزيون أنتجوا أعمالاً استوحى مؤلفوها قصصها وأحداثها من واقع الثورات (وهي مازالت قليلة) على سبيل المثال منيت السينما المصرية عام 2012 بخسائر تجاوزت المائة مليون جنيه كانت السبب في عدد الأفلام التجارية الهابطة التي تم إنتاجها من أجل الوجود والسلام وسيطرت الكوميديا الهابطة إلى حد ما.. على معظم تلك الإنتاجات حتى إننا نجد أن معظم شركات الإنتاج الكبرى قد انسحبت وغاب المنتج الفنان لتخلو الساحة منه فيما عدا اثنين من المنتجين الأردني وليد الكردي.. والمصري السبكي الذي تخصص في نوعية أفلام سريعة تجلب له مكاسب جمة لأنه يعرف مشاهده تماماً.. وعن ماذا يبحث فقدم نوعية مثل فيلم "عبده موته".. ومن ثم وفي ظل الظروف القاسية للإنتاج كان من الصعب أن نجد أفلاماً ضخمة لكبار النجوم بينما هلت علينا الأفلام ذات الميزانيات المحدودة التي تجلب مكاسب مادية بعيدة عن أي ناحية فنية ومضمون جيد. وكان فيلم "المصلحة" لأحمد السقا وأحمد عز هو الفيلم الوحيد الذي تربع على قمة الإيرادات محققاً 24 مليون جنيه في مصر وحدها بخلاف ما حققه في عواصم الدول العربية من إيرادات كثيرة خاصة في دول الخليج العربية ذهبت للموزع ولم يستفد منها المنتج الأصلي للفيلم. ويلي ذلك من الناحية الفنية الفيلم الجيد "ساعة ونصف" الذي جمع فيه مخرجه وائل إحسان مجموعة كبيرة من الفنانين منهم سمية الخشاب وفتحي عبدالوهاب، وماجد الكدواني وكريمة مختار وإياد نصار ويسرا اللوزي وأحمد بدير وكان هذا الفيلم يستعرض هموم وجروح المواطن البسيط في مصر في ظل نظام فاسد عاش رهينة له لفترة 30 عاماً، أما بقية الأفلام فكانت للأسف وكما ذكرت سابقاً – أفلاماً تجارية استهلاكية سريعة ورغم ذلك أدرت مكاسب جمة لمنتجيها. * آخر السطور: مبروك لإذاعة قطر جائزتها في مهرجان الإعلام العربي الذي أقيم تحت رعاية اتحاد الإذاعات العربية في تونس.. ولولا الجهد والتفاني الذي تبذله تلك الإدارة لما كان هذا التميز والتألق المستمر.