16 سبتمبر 2025
تسجيلتركيا وروسيا.. ربما تكون هذه أنشط السيناريوهات على الساحة السياسية بعد أن أسقط الدفاع الجوي التركي مقاتلة روسية كانت قد اخترقت مجالها الجوي وبعد عدة تحذيرات للطائرة الروسية لم تستجب لها ويتصاعد الموقف بعدها إلى مقاطعة عسكرية واقتصادية روسية لتركيا وتحذيرات من الجانبين بعدم السفر إلى موسكو وإسطنبول وحرب تصريحات دخلت بعض الأطراف فيها لتزيدها اشتعالاً خصوصاً بعد تمسك تركيا بحقها الدفاعي وإصرار روسيا على أن ما جرى هو اعتداء صارخ على قوتها العسكرية أودى بحياة طيارها حتى وصل الأمر إلى توقع أن تتحرك روسيا بعمل عسكري ضد تركيا لتتأهب الأخيرة لأي ردة فعل مباغتة ضدها، ولنسأل أنفسنا بعد هذا كله أين الخليج وحكوماته مما يجري في هذا السيناريو الذي يستحق وقفة حازمة من دول المنطقة للوقوف بجانب تركيا المسلمة التي قامت بدورها وواجبها في حق الدفاع عن نفسها ومجالها الجوي الذي لا يمكن أن ترضى أن يكون مستباحاً كما هو حال المجال الجوي السوري الذي بات مفتوحاً لكل طائرات العالم لتجول فيه وتصول ويأتيك بعدها البرميل وليد المعلم ليتحدث عن سيادة بلاده؟!.. أين حكومات الخليج من الإعلان في أول الصفوف وقوفها مع الجانب التركي الذي يمثل اليوم دفعة وقوة كبرى للمنطقة ضد روسيا والتي تعتبر اليوم العدو الأول مع بشار للشعب السوري الذي يفنى الآن على يد المقاتلات الروسية التي تدك بيوته وأرضه وتستهدف حياة أبنائه واطفاله؟!.. لم يجب أن يكون رد فعلنا في الحلقة الأخيرة من كل سيناريو تجرى مشاهده بالقرب منا ويرتبط بشكل مباشر بمستقبلنا وقوتنا التي باتت اليوم مرتبطة بشكل أكبر في التحالف مع الدولة التركية القوية وبرئيسها الشجاع رجب طيب أردوغان؟!..لمَ لم تبادر الدوحة والرياض تحديداً بالتصريح بما يؤكد التحالف التركي السعودي القطري والذي تفاءلنا به خيراً ورأيناه فعلاً أنه التحالف الأقوى الذي لم تشهده المنطقة منذ عقود من الزمان؟!.. لم ننتقد ونشجب القتل المتعمد الذي تقوم به روسيا في سوريا تجاه الأبرياء ولم يمكننا عند أول اختبار حقيقي لنا تأكيد رفضنا للسياسة الدموية الروسية أن ننجح فيه رغم أن الحق التركي في الدفاع عن سماء وأرض تركيا هو حق مشروع لأي دولة بالعالم وكان يمكن لأي دولة خليجية وعربية أن تقع في نفس الموقف لكني فعلاً أشك إن كنا قادرين على إسقاط أي طائرة معتدية كما فعلت تركيا، لكن المبدأ يظل قائماً حتى في روسيا نفسها؟! وكم أسفت له أن تتحرك إحدى الدول المعروفة في الخليج بالإضافة إلى سوريا ومصر بتأييد التصعيد الروسي ضد تركيا بل وتمادى كثيرون من ممثلي هذه الدول في وسائل التواصل الاجتماعي إلى دعوة روسيا العلنية والصريحة الى ضرب تركيا وقطر معاً!.. ولا تسألوني لماذا!..لم نكون دائماً خليجياً في الصف الأخير من ردود الأفعال التي يمكن أن نكون في أولها ونعطي لأنفسنا الثقل السياسي الذي يجب أن يكون لست دول مجتمعة؟!.. للأسف اننا وصلنا لهذه المرحلة التي ننتظر كفة المنتصر وأين تقف مصالحنا بالضبط لنعلن بعدها مواقفنا المتباينة من الحدث الذي يمكن أن يتصاعد كما هو الحال اليوم في السيناريو التركي الروسي وكيف تزداد وتيرته بينما نحن في طرف الحلبة ننتظر نتيجة المقامرة التي تدور حوله لندخل مغامرة مضمونة النتائج بما يتوافق مع مصلحة كل دولة من دولنا الست الخليجية!.. ولذا ليشهد الله أنني أعلن وقوفي وتضامني كمواطنة خليجية وعربية مسلمة مع تركيا قلباً وقالباً وسأدعم بقلمي وتغريداتي ومالي كل بضائع تركيا رداً ولو كان يسيراً على المقاطعة الروسية للبضائع والمنتجات التركية وتأكيداً على أنني لا أملك شعارات الأخوة ورابط الدين الذي يتغنى به الحكام العرب ولا يطبقون شيئاً منه، ولكني أحاول أن أطبق ما أحلم به وهو أن مواقف تركيا التي شرفت كل العرب والمسلمين هي المواقف التي تستحق أن تُحترم أمام غطرسة الغرب وتبجح روسيا وخبث أمريكا التي تقف اليوم موقف المتفرج بعد أن أعطت تركيا حقها المشروع في الدفاع عن النفس وتظل تنتظر نهاية الصراع الذي يخدم مصالحها بالدرجة الأولى في المنطقة وتسيدها فيه.. ببساطة النصر لتركيا والعزة لأردوغان وليخسأ الخاسئون! فاصلة أخيرة:كشعوب نؤمن بترابطنا الديني مع تركيا أكثر من المصالح التي تدرسها الحكومات مع روسيا!