29 أكتوبر 2025

تسجيل

قمة الدوحة.. قمة جمع الشمل الخليجي ؟

01 ديسمبر 2014

في قمة الدوحة الخليجية الخامسة والثلاثين تجتمع وفي صورة تاريخية نادرة كل عوامل النجاح والتقدم، وتخلق فرصة قديمة لإعادة صياغة إدارة المنظومة الخليجية على أسس جديدة من التضامن والتلاحم وشد الأزر وصولا لمرحلة الوحدة الخليجية الكاملة الشاملة التي تتطلع إليها شعوب الخليج العربي، فمنذ أن تأسس مجلس التعاون لدول الخليج العربية عام 1981 على إيقاع صدى مدافع الحرب العراقية/الإيرانية، والمنطقة عاشت متغيرات كونية وإقليمية كبرى تركت مؤثراتها الواضحة على البنية العامة للمنطقة، وفرضت تحديات سياسية وأمنية واقتصادية صعبة للغاية، كما دفعت الشعوب من أرزاقها وحتى مستقبلها ثمن فواتير التغيير المفروضة، وقد قدر للمنطقة أن تعيش إرهاصات وتداعيات حروب دموية صعبة تكرست مع الاحتلال العراقي لدولة الكويت عام 1990 ولم تنته بحرب احتلال العراق أمريكيا عام 2003 والتي ما زالت تداعياتها تضرب بعنف وقسوة بلاد الرافدين وتهدد بتعكير السلم الأهلي في تردداتها المزعجة حتى ضمن الإطار الخليجي، لقد مرت ثلاثة عقود ونصف على انبثاق مجلس التعاون الخليجي وصمد واستمر في العمل رغم الأزمات الطارئة والخلافات الطبيعية التي تحدث بين الفينة والأخرى وأثبت وجوده الفاعل ضمن المؤسسات الدولية وأكد حيويته من خلال حرص قادة الخليج العربي برغم كل عوامل الإحباط أحيانا بالتمسك بصيغته والعمل على تطويره وصولا للأهداف العليا الخليجية المرسومة والمقررة سلفا، لربما لم تنضج الظروف العامة لإحداث التغيير النوعي والكمي باتجاه الوحدة الخليجية الكاملة، إلا أن العزم والإصرار يظلان محور العمل الخليجي المشترك، في قمة الدوحة الحالية ثمة آمال وتطلعات كبرى بإنجازات كبيرة ودولة قطر تقود العمل الخليجي المشترك برؤية حضارية وطاقة شابة متجددة وعزم أكيد على تحقيق وترجمة النوايا الطيبة لخطط إصلاح وتطوير ميدانية كبرى، فالقيادة الشابة والإرادة الصلبة لدولة قطر لا تعترف إلا بعنوان واحد وهو النجاح ولا شيء سوى النجاح!، ورسو السفينة الخليجية في ميناء الدوحة معناه كبير وهو أن يد النجاح القطرية ستبذل قصارى جهدها في ضوء المتغيرات الأخيرة من أجل الخروج بمقاربات سياسية واقتصادية كبرى من أجل الإسراع بتنفيذ كل الاتفاقيات المؤجلة، والعمل الحقيقي والجاد على تفعيل مسيرة الوحدة الخليجية وتعزيز التضامن العربي وتحريك ملفات الإصلاح والتغيير بخطوات سريعة تسابق الزمن لإنجاز ما تخلف الركب الخليجي عن إنجازه، الأوضاع الدولية الصعبة والتحديات الأمنية المقلقة المحيطة بدول الخليج العربي تحتاج لقيادة سياسية واعية وكفؤ ونشطة وذكية لإدارة الملفات المعقدة وفي دولة قطر تتواجد اليوم كل هذه الصفات وتجتمع كل عوامل النجاح، وقطر في البداية والنهاية هي العنصر والعضو الفاعل في المجموعة الخليجية وأثبتت قيادتها مستوى عالي من الإدارة الصحيحة والتفكير السليم وكسبت إحترام العالم وثقة الشعوب وهي اليوم تجتهد وتعمل لإنجاز ورشات العمل الكبرى التي تخوضها ضمن رؤية قطر 2030 بعد أن تبددت وفشلت كل صيغ ورياح الاستهداف المسيء للدولة، فقيادة دولة قطر في حالة انشغال تام بإنجاز ورشات العمل الكبرى ومن ضمنها بطبيعة الحال إعادة ترتيب البيت الخليجي وحتى العربي ضمن حالة التطوير والإصلاح المستمرة بوتائر لا تعرف الكلل ولا الملل، قمة الدوحة الخليجية ستكون منعطفا هاما في تجديد البيت الخليجي وفي زرع كل عوامل الثقة بالمستقبل وفي لم شعث شعب الخليج العربي والانطلاق في قاطرة الوحدة الخليجية عبر تفعيل التلاحم وتجسيد الإنجازات المشتركة، والعمل الجدي والحثيث في الزمن العربي والخليجي الصعب.