16 سبتمبر 2025
تسجيلكل هذا كان متوقعاً.. وكل هذا كان مدبراً بل إن كل هذا وذاك كان مسيساً!.. فالبراءة التي خرج مبارك بها مع نجليه ووزير داخليته البلطجي العادلي وستة من مساعديه من تهم قتل متظاهري ثورة 25 يناير 2011 وغيرها من التهم التي ظل هؤلاء حبيسي السجن في انتظار كلمة القضاء التي كان أهالي شهداء ثورة 25 يناير ينتظرونها بفارغ الصبر لعل أرواح أبنائهم تهدأ في مرقدها بالاقتصاص من المجرمين الذين قتلوهم جاءت مثل البلسم الشافي الذي سكّن أوجاع مبارك ونجليه وهم الذين كانوا يعيشون حياة مرفهة في سجونهم لتأتي البراءة وتفتح لهم الأبواب الموصدة ويعيشوا وسط ناس لاتزال قلوبهم مكلومة على أحبتهم وإن كنت أشك في أن مبارك وعائلته قد عاشوا أوجاعاً كالتي عاشها متظاهرو ثورة يناير والتي لاتزال تفتك بقلوب ذويهم.. فالبراءة قد أخذها الرئيس المخلوع منذ أن نجحت ثورة 25 يناير في تنحيته عن الكرسي وعوضاً من أن يجد حافلة السجن تنتظره هو ونجليه ومعاونيه ووزراء حكومته الفاسدة لاعتقالهم جميعاً وجد مبارك نفسه أمام موكب فخم ينتظر سيادته لنقله إلى منتجع شرم الشيخ للاسترخاء والنقاهة ريثما تنتهي هذه المعمعة الشعبية التي يمكن أن نقول انها انتهت بالأمس بالنسبة إلى مبارك وعصابته بحصولهم على صك براءة لم يستح القاضي وهو ينطقها وكأنه يحكم في قضية قتل قطط السكك وليس شباب مصري قدم أرواحه لأجل حرية بلاده فإذا بلاده هي من تحكم على روحه بالموت للمرة الثانية للأسف!.. وبهذا تكون سلسلة المؤامرات التي تحاك ضد مصر قد اكتملت تمائمها واصطفت لتثبت أن مصر لا يمكن أن تعود إلى دائرة الاستقرار ما لم تجد من يحكمه السبيل إلى قلوب شعب مرهق مثقل مدقع غارق في مشاكله وديونه وغلاء معيشته!.. لن تعرف مصر الاستقرار ما لم تعرف ان السلاح الذي يرفع كل يوم في وجوه المواطنين هو في الأساس الوقود لكل ثوار مصر اليوم ليواجهوا الانقلاب الذي استمر منذ أكثر من سنة ولا يزال يواجه رفضاً شعبياً منقطع النظير وإشارات رابعة تطوف الشوارع والأحياء بل إن الكثيرين لا يزالون يرفعون صور الرئيس المصري المعزول محمد مرسي في أمل تزايد منذ أن قال القضاء كلمته التي قصمت تاريخ القضاء في مصر وتركت السؤال الأهم معلقاً من الذي قتل متظاهري ثورة يناير إن لم تكن الشرطة وأذناب العادلي بإيعاز مباشر من مبارك؟!.. لم عادت مصر إلى نقطة الصفر وميدان التحرير الذي انسكب عليه دماء كل هؤلاء الشباب هو نفسه الذي احتشد عليه الآلاف بالأمس منددين بحكم البراءة على مبارك ويتجدد الهتاف الدائم (يسقط يسقط حكم العسكر) وكأن مصر لم تقم من الأساس لنزع الحكم من تحت مبارك لأنه وعلى ما يبدو عاد له على شكل براءة ومواكب وحياة رغيدة وأنباء تتطاير في أن نجله جمال سيتولى حكم مصر وكأن السيسي زعيم انقلاب يوليو / 2012 غير موجود من الأساس على رأس حكم مصر؟!.. وربما لم يتنبه كل هؤلاء أنه كان من غير المعقول أن يحكم (عسكر مبارك) على (مبارك) بالمؤبد أو الإعدام ولم يكن من المفترض أن نأمل الكثير من وراء هذه المحاكمات الصورية التي أضاعت بجهود ملايين من الشعب المصري وتنثرها هباء منثوراً لأجل إسقاط نظام يعود وربما لم يسقط من الأساس!.. ولكن تبقى الأيام القادمة كفيلة برسم مستقبل آخر لمصر وتغيير خريطتها الشعبية التي انقسمت بعد براءة مبارك إلى قسمين وأعني الخريطة الشعبية التي أيدت الانقلاب العسكري في مصر وتنصر السيسي في تحقيق ما يفعله بشعب مصر ما بين معارض لحكم براءة مبارك ومؤيد لها ولعل ذلك الضارة التي ستنفع من يجد أن السيسي ماهو إلا امتداد لمبارك ولكن ببدلة عسكرية مقاسها (M)!فاصلة أخيرة:مصر.. ننتظر عودتك!