01 أكتوبر 2025
تسجيلدعاني أحد الاصدقاء إلى أحد اليخوت الجميلة ( houseboat) في مرسى لوسيل المارينا. وقد أعجبت جدا به وبطريقة تصميمه والذي يضاهي فنادق الخمس نجوم حيث يحتوي على غرفتي نوم بكامل الخدمات وصالة كبيرة وكذلك مساحة واسعة مكشوفة بالطابق الثاني مؤثث بأحدث وارقى الاثاث العالمي وبه كماليات عديدة بتصميم جميل ودقة متناهية وغاية في الروعة. لقد تصورت نفسي في احد اليخوت بنيس الفرنسية أو ماربيا الأسبانية. من باب الفضول سألته من اي بلد اشتريته؟. ولقد تفاجأت بإجابته حينما قال بأنه صناعة محلية وهو من قام بتصميمه وصناعته بجهود شخصية بعد أن أستأجر أرضًا صناعية في مدينة الرويس. لم اصدق اننا في قطر يمكن أن تكون لدينا صناعات محلية ليخوت في غاية الروعة بهذا الحجم ( هاوس بوت ) (قارب منزل ) والشكل الرائع والكبير والذي يقدر بقيمة سوقية حاليا في قطر بما يقارب 3 ملايين ريال وأعتقد لو يتم شراؤه من اوروبا لتضاعف السعر مرة أو مرتين. صديقي الفاضل يحكي قصة بناء هذا الهوس بوت بشيء من المرارة والحرقة حيث يقول بأنه الوحيد في قطر من يهتم بصناعة هذا النوع من اليخوت وهذا هو أول انتاج له كهوس بوت موديل 2021 وكل تصاميمه وفرشه حديثا وراقيا. وقد يكون الأخير لأنه لم يستطع ان يجد الدعم اللازم من الدولة لتشجيعه في الاستمرار في مثل هذه المهنة الصناعية ليكون لدينا تنشيط حقيقي للصناعات المحلية المختلفة مما يعود باهتمام سياحي لمثل هذا النوع من الصناعات ودعم حركة الاقتصاد في مجالات مختلفة. يقول بأنه استأجر ارضا بقيمة 15 الف ريال شهريًا للعمل في المشروع بعد أن باءت كل محاولاته بالفشل للحصول على ارض صناعية في مدينة الرويس من قبل لجنة المناطق الصناعية.. وآخر ما افادوه به هو أن يراجع ما يسمى لديهم بالنافذة الواحدة.. وبعد مراجعتهم قالوا له ليس من اختصاصنا الاراضي الصناعية بالرويس!. وتعود الدائرة من مراجعة اللجنة المختصة إلى مكتب الوزير إلى النافذه الواحدة ودون جدوى!. هو لا يريد بالدوحة لصعوبة نقله الى البحر بين الشوارع الحديثة والجسور المتفرقة والتي تعيق حركة النقل بعد اكتمال التصنيع. الأراضي الصناعية بالشمال كالخور والرويس قريبة من البحر حتى وان كانت التكلفة عالية في النقل فقد تكلف أكثر من 40 الف ريال فقط لنقله من صناعية رويس للبحر القريب لارتفاع قيمة ايجار الرافعات الخاصة لمثل ذلك. فما بالك بصناعية الدوحة البعيدة عن البحر مع وجود العوائق بالطريق!. كل ما يطمح له هذا الشاب القطري الطموح هو اعطاؤه أرضا صناعية في الرويس أو حتى في الخور بدل الإيجار الشهري المكلف ليتمكن من الاستمرار في عمله بكل همة واخلاص وهو على استعداد للتعهد بعدم استئجارها او بيعها لاي طرف كان. فهل يا ترى ستقوم الجهة المختصة في لجنة الأراضي الصناعية أو مكتب سعادة وزير البلدية بالموافقة على تشجيع الكوادر القطرية لضمان استمرار عملها الخاص بما يساهم في تطوير الصناعة القطرية في هذا المجال؟.