30 أكتوبر 2025
تسجيللم أكن أتخيل هذا الكم من الرسائل تُعلق على موضوع التعليم المفتوح ومعظمها يصب في اتجاه الحاجة إلى وجود لمثل هذا النوع من التعليم مع وضع معايير فنية وأكاديمية تؤكد على جودته وضمان الجهة التي تقدمه وضمان جدية الوكيل الذي يكون مَعبراً، ووسيلة للتواصل بين الجامعة الأم والطالب .ولكن وجدت أيضا خلطا وسوء فهم كبيرا في فهم البعض لمعنى ومفهوم التعليم المفتوح، وجدنا تجارب ناجحة في التعليم عن بعد فالبعض يظنه تعليما إلكترونيا فقط، والبعض الآخر يظنه انتسابا تقليديا، كما أن البعض يظنه قاصراً على مرحلة البكالوريوس، كما أن معظم أساتذة الجامعات لا يعلمون بجديد اللائحة الذي يسمح بدمج شيء من التعليم عن بعد مع التعليم التقليدي، وهنا أؤكد ومن خلال تجربة عملية أن التعليم المفتوح الذي يقدم حاليا يعتمد على أسلوبين للتعليم عن بعد وكلاهما أفضل مائة مرة من طريقة الانتساب التقليدي، والذي من المفروض أن يلغى ويستبدل بالتعليم عن بعد.أساليب التعليم عن بعد : - الأسلوب الأول: الأسلوب التزامني وهو أسلوب التعليم الذي يتم باتصال متزامن في نفس الوقت بين المعلم والمتعلم من خلال شبكة الإنترنت أو شبكة اتصال إلكتروني ومن خلال الفصول الافتراضية وهو أسلوب متقدم جدا في التعليم العالي .أما الأسلوب الثاني: التعليم عن بعد هو الأسلوب التفاعلي وهو أسلوب التعليم الذي يتم فيه إشراك الطالب في عملية التعليم عن طريق توفير تفاعل مع المحتوى أو مع الأستاذ أو مع الطلاب بحيث يتم ذلك من خلال توظيف التطبيقات البرمجية المناسبة لإدارة العملية التعليمية بما يتيح التواصل وأداء النشاطات المتعلقة بالمادة وهو ما يعرف بالأسلوب الإلكتروني، وقد نصت اللائحة على أن جميع الأقسام الأكاديمية يمكن أن تستفيد من هذا النوع من التعليم عن بعد بما لا يزيد على 25% يساوي من الساعات المعتمدة من التعلم العادي بمثل هذا النوع من التعليم ويمنح الطالب وثيقة بكالوريوس مثل التعليم العادي تماماً . وفي التعليم عن بعد تتخذ الوسائط بصورة رئيسية دوراً مهما لذلك تركز في المادة المطبوعة ثم المسموعة والتسجيلية، ودور التقنيات الحديثة في تطوير التعليم المفتوح أو التعلم عن بعد.وتقترح خيارات وبدائل، إذاعة، مادة تسجيلية، برامج تلفزيونية تبث قنواتها المواد العلمية لهذا النوع من التعليم المفتوح، مواقع منها اليوتيوب وأخرى يستطيع الدارس أن ينزل منها مواده ضمن التخصص وتقنيات حديثة، وينبغي ألا ينظر إلى هذه الوسائط بمعزل عن بعضها بعضا، بل ينظر إليها كوحدة واحدة، وكلها تصب في توصيل المادة العلمية للدارس.ولكل أنصار التعليم المفتوح أو التعليم عن بعد باختلاف مسمياتها، يتفهمون محاربة البعض لهذا النوع من التعليم ومقاومتهم، ولكننا نقول لهم إن التحول من الأنظمة التقليدية في مجالات التعليم إلى الأنظمة الرقمية يعتبر من أهم سمات المجتمع المتحضر، وهذا دليل على رقي المجتمعات، والمتتبع عن كثب لتطور الحياة إلى العالم الرقمي يلحظ أن هذه الأنظمة تحظى باهتمام الدول المتقدمة على أعلى مستوياتها ضمن تخطيط محكم لنشر المجالات المعلوماتية بكافة مناحي الحياة.وأخيراً هو نداء وللمرة المليون إلى المسؤولين عن التعليم في قطر.. نداء إلى وزير التعليم بضرورة أخذ لهفة ورغبة قطاع كبير من المواطنين والمقيمين واستيعابعهم واستيعاب حبهم للعلم ومحاولة تطوير ذاتهم في هذا النوع من التعليم لعجزهم عن الالتحاق بالتعليم التقليدي نتيجة ظروف شرحتها في مقالي السابق.كذلك ضرورة عدم ربط الشهادة الأكاديمية بالاعتماد الوظيفي، وإعادة شكل المنظومة التعليمية بحيث تجعل بين الدارس والمنهاج الذي يدرسه تقاربا وانسجاما وهذا الهدف الذي أنشئ من أجله نظام التعليم المفتوح والذي يُمكن الدارس من دراسة ما يريده وما يرى نفسه فيه، فالتعليم المفتوح هو تمكين الطالب من الالتحاق بالمجال الذي يختاره هو، وليس مكتب التنسيق، وليس الإمكانية المادية، وليس دوام وظيفته الذي يعوقه فرغبة الطالب في دراسة ما يحبه ويريده هي ما تجعله متميزاً في مجاله، والتعليم المفتوح نظام معترف به في جميع الدول المتقدمة وفي كل الدول التي قررت الأخذ به إلا أننا هنا ما زال لدينا من يرفضه ويحاربه متجاهلاً قطاعاً كبيراً في أمس الحاجة إليه ويتمناه، ومن خلال هذا المنبر الحر أناشد سيدي صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني والأمير الوالد رائد الحركة التعليمية في قطر وسمو الشيخة موزا بنت ناصر التي وضعت حجر الأساس للتعليم حيث استفاد القاصي والداني، أن يلتمسوا العذر لشريحة كبيرة وخاصة منهن النساء اللاتي لا يستطعن السفر والغربة أو بسبب ارتباطات أسرية قوية لا يستطعن الالتزام يوميا بالحضور إلى الحرم الجامعي، ومن منهن موظفات ورغبتهن قوية في استكمال تعليمهن، إلى كل ذلك وإلى كل من يريد تطوير نفسه لكي يخدم نفسه ويخدم بلده ويطور من مجاله أن يشرع لهم مثل هذا النوع من التعليم اللهم هل بلغت اللهم فاشهد وسلامتكم.