12 أكتوبر 2025
تسجيلفي حياة كل منا أخطاء وزلات قد نتذكر بعضها لاحقاً ونضحك أو نتحسر أو نخجل، وقد نسعى إلى نسيان البعض الآخر والتكتم عليها لأنها «مُخجلة»، أو لأن نتائجها كانت «مدمرة» كما حدث للألماني ألفونس إيدبيرغ الذي أعجب بسيارة فيراري 360 مودينا مستعملة، وقرر قيادتها لبعض الوقت من باب اختبار قدراتها واكتشاف ما قد يكون بها من عيوب. والفيراري – يا مسكين – لا يجوز لأمثالي وأمثالك مجرد التفكير في امتلاكها، لأن قيمة الفيراري البالغة من العمر عشر سنوات تساوي راتبك وراتبي وراتب الجالسين إلى يمينك وشمالك في سنة كاملة. المهم: صاحبنا الفونس ركب الفيراري وطار بها في البراري وهو يغني مثل طيور الكناري، ومر بشابة حسناء، وطالما أنه يركب سيارة فارهة فقد افترض أنها ستلتفت إليه و «أعطاها بنزينا، وانطلقت السيارة مثل الصاروخ فوووووووووووو، وابتعد عن الحسناء ثم عاد يسير بمحاذاتها ومد رأسه مبتسماً وهو يقول (بالألمانية طبعاً): وش رأيك تاخدي وياي لفة بها الفيراري.. ننطلق سويا في البراري آه يا ناري.. ولم يكمل عبارات الغزل الركيك بل ظل يقول: آآآآآآآه لعدة ساعات. فما حدث هو أن السيارة المعروفة بقوة محركاتها، لم تكن معنية بجمال تلك الشابة، بل وقعت في غرام شجرة كانت على جانب الطريق فعانقتها وطرحتها أرضاً ثم نطحت لافتة على الطريق ثم انطلقت كالسكران وهشمت سوراً بمحاذاة الطريق، ثم التفّت حول عمود كهرباء، ومازال الفونس يصيح: آآآآآآآآآآآآه ولكن بدون «يا ناري» بعد أن أصيب بكسور في الجمجمة وعظام اليد والرجل، وبعد أن يخرج من المستشفى (بالسلامة) عليه أن يدفع 90 ألف دولار قيمة سيارة لم يركبها سوى بضعة دقائق ولن يستطيع ركوبها ثانية لأنها أصبحت كتلة من الحديد الخردة. وإذا كنت تقول إن الفونس هذا يستأهل ما حدث له، فما قولك في (مغازلجي) ولكن على مستوى (رفيع)، اسمه لوشيان اليسكو وهو عمدة مدينة غيورغيو في رومانيا، ففي الثامن من مارس الماضي دعا اليسكو هذا 350 شخصاً إلى حفل ضخم بمناسبة (يوم المرأة، عند الأوربيين الذين – مشكورين – لا يعطوننا خبرا حول مثل تلك الأيام، ربما لأنهم صاروا مدركين أن أيام المرأة العربية كثيرة- ليس لها بل عليها)، المهم أن العمدة أليسكو دخل إلى القاعة الرسمية لمجلس بلدي المدينة، حيث احتشد الآلاف، مبدين إعجابهم بالديكور وباقات الزهور والبالونات واللافتات التي تتحدث عن مكانة المرأة في المجتمع، وكيف أن المدينة تحترم المرأة وتفتح أمامها كافة المجالات، لتكون ندا للرجل، وبعد أن تناولوا وجبة فئة خمسة نجوم تم الإعلان على الفقرة الترفيهية التي «ستشارك فيها نخبة من الفنانين المحترفين المحترمين»، وصدحت الموسيقى وانشقت الستارة، فظهر على المسرح فيلق من الحسناوات بملابس غير محتشمة، وقالت بعض النساء: بسيطة ففي زمن العولمة لا نستطيع أن نتهم العمدة باستغلال النساء والمتاجرة بمحاسنهن، فربما يقصد أن يثبت للناس أن النساء مخلوقات جميلة، ولكن الحسناوات على المسرح بدأن يتخلصن حتى من الملابس غير المحتشمة، ثم وقفن عاريات تماماً. نعم استأجر حضرة العمدة راقصات ستريبتيز (التعري الشامل الكامل) من المواخير ودفع لهن نحو 100 ألف دولار، وذلك (تكريماً للمرأة في يومها العالمي) وطبعاً تلك الآلاف دفعها من خزينة المدينة التي يشغل فيها اليسكو المنصب الرفيع، مما يجعلني أتوصل إلى الملاحظة التالية: هناك من لا يعرفون الفرق بين التواضع والضعة والكرم والسفه.. والفارق بين الرفيع والرقيع (نقطة) صغيرة! وادخل قناة يوتيوب لترى الرئيس الأمريكي دونالد أبو جهل ترامب، في لقطات فيديو وهو يخمش عددا من الحسناوات في مناسبات مختلفة قبل أن يتسلل إلى البيت الأبيض، ويبدو أنه شبع خمشا للنساء ويريد أن يخمش بقية الدول العالم لأن «دولة» مؤنثة» [email protected]