15 سبتمبر 2025

تسجيل

معارك داخلية عراقية ساخنة

01 أكتوبر 2016

وسط قعقعة السلاح، وصدى الاستعدادات العسكرية لاستعادة الموصل من قبضة تنظيم الدولة التي هيمنت عليها بعد هزيمة حكومة نوري المالكي المروعة وتسليمها للمحافظة بهزيمة غير مسبوقة، تتصاعد في العراق اليوم الذي تتفجر شوارعه وأحياؤه يوميا بمصائب القتل والتفجير والانهيار الأمني، حالات الصراع بين القوى السياسية التي كانت متحالفة ثم تحولت اليوم لحفر الخنادق، ونبش الملفات، وفضح المستور بين الإخوة الأعداء تحت قبة البرلمان الذي كشر عن أنيابه بوجه وزير المالية والقيادي في التحالف الكردستاني (هوشيار زيباري) الذي أقيل من منصبه بعد استجواب برلماني تبعه فضح وكشف لملفات تهريب أموال عراقية طائلة بالمليارات لصالح جماعة نوري المالكي وقيادات من حزب الدعوة الحاكم الذي حولته السلطة من حزب مفلس مشتت هائم في البراري والمنافي الأوروبية والأسترالية إلى مجموعة استثمارية تمتلك محافظ عقارية واستثمارية في دبي ولندن والولايات المتحدة وأماكن أخرى؟، وفضيحة النهب السلطوي للدعوة وشركاه معروفة للجميع رغم أن التستر على وثائق ذلك النهب هو بمثابة سر من أسرار الدولة العراقية التي نشأت بعد الاحتلال الأمريكي والقائمة على المحاصصة الطائفية والعرقية، هوشيار زيباري انتقم منه حزب السلطة (الدعوة) وأبعده عن المنصب رغم أنه وعد بالكشف عن المزيد من الفضائح المالية! وهو وعد حتى وإن تحقق فهو لم يغير من قواعد السلطة ولن يثلم وجودها أبدا، لكون الفساد في العراق قد أضحى هو القاعدة والشرف والأمانة هو الاستثناء في معادلة السلطة. معركة زيباري وجماعته ستشهد فصولا متقدمة وردا على نفس المنوال وعلى نفس خشبة المسرح (البرلمان العراقي) من خلال الاستجواب الكردي القادم لرمز من رموز الدعوة والتحالف الطائفي وهو وزير الخارجية إبراهيم الإشيقر (الجعفري) الذي تقرر استجوابه ومحاصرته بأسئلة بعضها سيشكل إحراجا حقيقيا لموقعه الوزاري والقيادي في الدولة العراقية خصوصا وإن الحرب بين الفرقاء السياسيين العراقيين قد تميزت بالضرب تحت الحزام !، واستعمال مختلف أنواع الأسلحة وحتى المحرمة في تصفية الحسابات، وأهم الأسئلة التي يحرص التحالف الطائفي على إقناع الشريك والخصم الكردي بتجنبها وعدم الخوض فيها أو فتح ملفاتها، هي تلك المتعلقة بالحالة الصحية لوزير الخارجية، فمن المعلوم أن إبراهيم الجعفري وقبل أن يأتي احتلال العراق عام 2003 ويتحول لرئيس لمجلس الحكم، ثم لأول رئيس لحكومة منتخبة كان لاجئا إنسانيا في بريطانيا! حيث خرج من إيران مفلسا منبوذا بعد إفلاس حزب الدعوة ونبذ النظام الإيراني له وطلب اللجوء في لندن عام 1990 وعاش خلالها اثنى عشر عاما كاملا هناك دون أن يعمل ولو ليوم واحد! ولم يمارس تخصصه الطبي أبدا، بل عرض نفسه على لجنة طبية بريطانية أثبتت تقاريرها عجزه الطبي عن ممارسة أي مهنة بسبب إصابته بمرض نفسي وهو (الاكتئاب الحاد) مع أعراض لانفصام الشخصية!! ليحصل بعدها على اللجوء وعلى التقاعد المريح، ولم يعد يمارس السياسة بل تحول لمرشد وواعظ ديني لحملات الحج المنطلقة من بريطانيا لمكة المكرمة!! حتى تغير الزمان وأضحى رئيسا لحكومة العراق في طفرة جينية سلطوية ليس لها نظير في التاريخ السياسي المعاصر لافي الشرق ولا في الغرب!! وهو أمر لم يحدث إلا في العراق؟.. التحالف الكردي حصل على الوثائق الحكومية البريطانية التي شخصت حالة الجعفري الصحية؟، وهذه الوثائق ستعرض في الاستجواب البرلماني القادم! وهي وثائق محرجة للغاية وتشكل فضيحة حقيقية لحكومة يقود سياستها الخارجية وزير مصاب بالاكتئاب الحاد وأعراض الفصام!، وسيكون ذلك ضربة قاضية لحكومة مترنحة أصلا؟... المعلومات عن صحة الوزير وتوازنه النفسي ليست جديدة بل هي معروفة لجميع العراقيين الذين يعيشون في الغرب؟ ومنهم كاتب هذه السطور، ولكن المثير في الموضوع هو التوثيق الرسمي البريطاني!!.. أعتقد أن المعارك الداخلية ستشهد تصاعدا وتسخينا لم يشهده تاريخ العمل السياسي العراقي؟.. فماذا بعد كشف الأوراق ونشر الغسيل الوسخ؟.. هذا ما ستجيب عنه أحداث الأيام القادمة!!..