27 سبتمبر 2025

تسجيل

لندعم ذوي الاحتياجات الخاصة

01 أكتوبر 2012

لم تدخر الدولة - مشكورة - جهداً إلا بذلته من أجل الاهتمام بذوي الاحتياجات الخاصة، فقد أنشأت الأقسام اللازمة لهم في المستشفيات واهتمت بقسم العلاج الطبيعي، ووفرت له كل الامكانيات من أجهزة غالية الثمن وأطباء ومهنيين ومختصين، وتتابع المريض في منزله وتوفر له الرعاية والاهتمام والأدوات التي تساعده على التغلب على إعاقته وتساهم الدولة في توفير الخدم والرواتب والملاحق للقطريين، وغير ذلك الكثير. ما أتمناه هو أن تقوم الشركات الخاصة أو حتى نصف الحكومية وغيرها بتبني بعض من تلك المشاريع مساهمة منها في دفع عجلة النمو والتقدم والرعاية الصحية المتكاملة للقطريين والمقيمين على هذه الأرض الطيبة، مما يخفف العبء على الدولة، وكذلك تكون كل الخدمات متوافرة لتلك الفئة الحساسة والموجودة بيننا، سواء من القطريين أو المقيمين دون مقابل، وهنا يجب أن اذكر بكل تقدير دور الجمعية القطرية لتأهيل ورعاية المعوقين لدورها البارز لدعم المعوقين فكل الشكر لرئيس مجلس إدارتها الشيخ ثاني بن عبدالله، ومديرها النشط الأستاذ أمير الملا، وجميع العاملين بها. وإذا أردنا أن نلقي الضوء على ما يمكن أن تقوم به الشركات فإنه كثير وعلى سبيل المثال إنشاء مراكز متخصصة مثل الشفلح، الذي هو الوحيد في قطر يقدم خدمات للأطفال المعوقين دون مقابل، فإنشاء مثل هذا المكان يخفف الطوابير على الشفلح ويلبي احتياجات الكثيرين وأعتقد بأنه بإمكان الدولة أن تمده بالمختصين ليعملوا فيه. وكذلك يمكن إنشاء ملتقى لأهل المعوقين لتبادل الخبرات وأن يكون مكانا تلقى فيه المحاضرات والندوات التثقيفية التي اعتقد بأن المجتمع بأمس الحاجة إليها لما تعانيه كثير من الأسر في كيفية التعامل مع ما لديهم من معوقين، ولما يحتاجونه من زيادة الوعي في أهمية تقبل أن يكون لديهم معوق لأننا نلاحظ أن بعض الأسر وللأسف تخبئ ذلك عن المجتمع بدافع الخجل ومنهم من يسيء المعاملة للمعوق، ومنهم حينما يكتشف أن لديه طفل توحد مثلاً لا يأخذه إلى المستشفى مما يزيد الأمر سوءاً ونحن نعرف أن التوحد يظهر فجأة ويحتاج رعاية بشكل سريع. وهناك الكثير من الأمور التثقيفية والتوعوية يمكن لتلك الأماكن لو كانت بالصورة الراقية تقدم بها خدمات خمس نجوم تجذب الأهالي وتتيح فرصة لقضاء أوقات ممتعة ومفيدة، كما يمكن للشركات أن تقوم بتوفير الأطراف الصناعية بإشراف ومتابعة المستشفى، وكما تعلمون أنها تكلف مبالغ باهظة يمكن أن تخفف عن المرضى بشرائها لهم. توفير سيارات مهيأة لذوي الاحتياجات الخاصة، سواء من أصحاب شركات السيارات أو من مؤسساتنا ومن أفراد. تعيين ذوي الاحتياجات الخاصة في وظائف تعود عليهم بالنفع. تبني المواهب والطاقات واستيعاب أصحابها دون تردد وتشجيعهم بدفع مبالغ مالية لهم... إلخ، من تلك المشاريع. هناك الكثير من الاهتمامات التي يمكن أن توفرها الشركات والمؤسسات لذوي الاحتياجات الخاصة، فأرجو منهم الوصول إلى هؤلاء ومساعدتهم لكي ينهض المجتمع بكل فئاته واقصد بالوصول إليهم هو عدم انتظارهم بأن يأتوا إلى الشركات والمؤسسات لأنهم بحاجة لمن يبحث عنهم، فقد تمنعهم إعاقتهم عن ذلك أو عن معرفة ما لديكم. كما أتمنى من الدولة وحتى المؤسسات الخاصة تخفيض ساعات العمل على هؤلاء وعلى من يعولونهم كالزوج أو الزوجة أو الأم أو الأب، حتى يستطيعوا أن يعطوا أكبر وقت ممكن لهم خاصة الأمهات اللواتي لديهن أطفال من تلك الفئة. كل الأجر بإذن الله لمن يبادر ويساهم في سد حاجيات ذوي الاحتياجات الخاصة بكل الوسائل الممكنة ولو بكلمة. وأخيراً أقول إن المعوق الحقيقي هو معوق النفس، الذي يتعامل مع تلك الفئة بتعالٍ ودون تقدير لما قسمه الله لكل منا في هذه الحياة.. وأسأل الله لي ولكم الصحة والعافية.