11 سبتمبر 2025
تسجيلgoogletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); عند الساعة الرابعة والنصف من عصر يوم من الايام تلقيت اتصالا من رقم لا اعرفه ، وحين ردت سمعت صوت امرأة تجهش بالبكاء وبالكاد فهمت انها في مشكلة وتريد مني المساعدة ، وعند استفساري عن طبيعة المشكلة قالت لي باختصار ان المشكلة تتعلق بابنتها التي تبلغ سبع عشرة سنة من العمر بالمرحلة الثانوية، حيث ارتكبت مالا تطيقه النفس وتحرمه الشريعة وهو الخروج مع شاب بمفردهما ، حينها استفسرت عن امور كثيرة وعديدة تتعلق بالبنت ، وما ادهشني وجعلني في موقف المذهول ، ان البنت مواظبة على اداء الشعائر الدينية بحذافيرها ، وتملك من الادب ما يجعلها مثالاً يحتذى به ، وجميع من يعرفها من الاقرباء والاصدقاء يحبونها حبا جما ، والكل يتمنى ان تكون بناتهم في مواصفاتها الشكلية والادبية والاخلاقية. إلا انني عندما وجهت سؤالاً لأمها عن طبيعة العلاقة بينها وبين ابنتها ، ذكرت لي انها تعمل وتأتي البيت من العمل عند الساعة الثالثة عصرا ، وعندما تستيقظ تستعد اما للخروج خارج البيت ، أو استقبال الاصدقاء بشكل شبه يومي في بيتها ، وحين تطرقت الى علاقتها بابنتها بشكل اعمق ، قالت المشكلة انني لا املك الوقت كله لكي اتفرغ الى متطلبات ابنتي خاصة عندما تريد ان تتحدث معي بشكل منفرد . طبعا في نفس الوقت وبسؤالي عن علاقتها بوالدها افادتني بان العلاقة بينهما شبه محدودة وذلك لكثرة خروج الوالد من البيت وسفره المتكرر ناهيك عن تعلق البنت بأبيها حيث ذكرت لي الأم ان من الأشياء التي كانت ترددها ابنتها دائما هو ان مواصفات زوج المستقبل يجب ان يكون بمواصفات ابيها ، وهذا يدل على تعلق البنت بأبيها رغم البعاد . اتيحت لي الفرصة بالجلوس مع البنت اكثر من مرة بوجود امها وعمتها ولاحظت انني كل ما تطرقت الى من هو الشخص الذي تفضلين ان تبوحي له بمشاعرك كانت تتردد في الإجابة وتكون نظراتها موجه تجاه الأم ، حينها قررت ان اعرف الإجابة ، قالت لي لن اجاوبك بوجود أمي ، حينها طلبت خروج الأم وبقت عمتها موجودة ، هنا فاضت عينها نهرا من الدموع وكانت تبكي بحرقة وتصرخ وتقول ليش .. ليش .. ليش ، عرفت منها انها تعشق اسرتها وانها لا يمكن ان تحيا بدونهم ، لكن مصيبتها في عدم الاهتمام بها من قبل الأب والأم ، خاصة عندما تريد ان تتحدث معهما فلا تجدهما ، الا ان الشاب الذي خرجت معه كان يتردد عليها بين الحين والاخر عن طريق برامج التواصل الاجتماعي ، ويحاول معها تارة بحجة السلام عليها فقط وتارة بحجة الاطمئنان فقط لا غير حتى حصل ما حصل . نصيحتي الى الأب والأم لن يغني عنكما انشغالكما بأعمالكما وخصوصياتكما عن تحمل مسؤولية ابنائكما امام الله ، ان المطلوب قليل من الاهتمام والتوجيه ، والمراقبة الايجابية المقرونة بالحب والخوف والاهتمام العاطفي المترجم الى فعل وليس كلاماً. إن القصة هذه موجهة الى كل من القى السمع وهو بصير، إن خير ما فيكم يجب ان يكون امتداداً لكم وتواصلا لاعمالكم في الدنيا بعد رحيلكم هو غرسكم الطيب في نفوس ابنائكم . اقولها بعد تجربة التعايش في المجال الاجتماعي ( لن نستطيع بناء حضارة ومستقبل ولا نهضة وتقدم دون قدوة وقيم . في النهاية لا اخفيكم سراً انه بعد فحص البنت تبين انها لا تزال عذراء والحمد الله . والسلام ختام .. ياكرام