16 سبتمبر 2025

تسجيل

صندوقي الاسود

01 سبتمبر 2013

كم مرت ايام وليالٍ وهبت عواصف رعدية مرعبة على قلوبنا، اصبحت تلك القلوب لا تتحمل المزيد من الآهات والصبر، وما ان هدأت العواصف خصصت لذاتي صندوقاً اسود اجعله يحمل القليل من همومي التي ما ان ارميها يرتاح فؤادي تهيج الامواج الحزينة ثم ترحل محملة بكل كلماتي التي لا ولن يدركها احد غيرها، لن يعجز هذا البحر ابدا، بل في كل ليلة وفي كل لحظة ينتظرني امام امواجه المتكسرة على الصخور، لا ادري كيف جعلته صندوقاً اسود لي، فقد ضمنته بأنه لن يخدعني كما يفعل البشر، وتأكدت انه يأخذ كل اسراري ليلقي بها في الشواطيء البعيدة ولن تصل الايادي اليها، بذلك خففت العبء الذي كان على قلبي، واليوم ارتاح عقلي وضميري. استغرب حين وقوفي امامه كأنني جثة منسية ما ان تبوح ما بداخلها ترد لها الحياة، لم يحاول احدُ من البشر ان يمسح بيده وبأنامله على جراحي لكنهم حاولوا مراراً وتكراراً ان (يأخذوا القليل من الملح ليفركوه على تلك الجراح )، طبيعة بعض البشر اجدها (احقر من طبيعة الحيوان الذي لا عقل له )، نزفت تلك الاسرار التي لها قيمة كبيرة لدي، اوشكت ان اصبح رماداً من شدة الالم الذي لحق بقلبي، واصبحُ هباءً منثوراً، لكن لله الحمد وجدت جماداً يتحمل ما بداخلي وهو ما سميته بـ (صندوقي الاسود). ذاك الذي يلجأ اليه الكثيرون ليرموا همومهم اليه، فلا يوجد بيننا من نأمنه على اسرارنا، فقد تغيرت الوجوه ولبست العديد من الاقنعة، اصبحت ارى اطهر وجه على الارض هو وجه البحر، وسطحه واعماقه المليئة بالاسرار، نعم انه البحر وليس غيره، ارى انعكاس صورتي على مائه وكأنها تبوح وتقول لي (ارم اسرارك فهي منك واليك)، ولن يعلم بها احدُ غيرك، صورتي بغاية الجمال وانعكاسها بالنسبة لي صورة من الخيال، تبدو الصورة رائعة على جسد البحر قبل ان يأتي الموج ليكسرها امامي ثم انكسر؟ اما بالليل فيصبح الموج اكثر هدوءا، ارى صورتي عليها وكأنها مرصة بالنجوم التي تتلألأ، والقمر كأنه تاج على رأسي، افلا يستحق هذا البحر ان يكون صندوقاً اسود لكل منا؟ لحظة: ارجو الا يكون هذا الصندوق الاسود يهيئ لي كيفية الانتقام مني يوماً، (ليرش) بعضاً من الملح وتنبهر برؤيتي وانا اغلي الماً، كما يفعل بعض البشر في يومنا هذا! نصيحة: لا تأمن على بني (ادم) ابداً، ولا تبوح باسرارك يوماً، فكلما وجدت انك بحاجة لتلبس لباس البوح، فاختر البحر وتحدث اليه، ولكن ابتعد عن (خلق الله) فقد اصبحت الاقنعة سائدة في وقتنا الحاضر.